للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

لأنكم ظلمتم؛ لا ظرفية اسمية كما ذكره الشارح (١)، واعتذر لتأخير الفعل بالضرورة الشعرية، معلِّلًا بالقواعد النحوية، فإن "إذ" يضاف (٢) إلى الجملة الاسمية والفعلية؛ نحو: جئت إذ قام زيد، وإذ يقوم زيد، وإذ زيد يقوم، وأما إذ زيد قام، فمستقبح عندهم لأنهم لا يفصلون (٣) بينها وبين الفعل الماضي.

ثم المراد بـ"خير القرون" الصحابة فإنهم خير القرون الآتية والماضية؛ لشهادة قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ} [آل عمران: ١١٠]، وهذا لا ينافي ما ورد عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم) (٤)؛ حيث أريد به القرون الآتية، بدليل قوله: (ثم يجيء قوم تسبق شهادةُ (٥) أحدِهم يمينَه ويمينُه شهادتَه) (٦)، وفي رواية: (ثم يفشو الكذب) (٧)؛ لا الماضية كما ذهب إليه الشارح وقال: (معناه -والله أعلم- خير القرون الماضية قرني، ثم الذين يلونهم كذلك خير من القرون الماضية، ثم الذين يلونهم كذلك، فيكون كل قرن من القرون المذكورة في الحديث خيرًا من القرون الماضية قبل هذه الأمة؛ فلا يعارض هذا الحديثُ حديثَ (٨) "أمتي كالمطر لا يُدْرَى أوله خير أم


(١) انظر: (الوسيلة صـ ٢٦) حيث ذكر ما ذكره المؤلف عنه والاعتذارَ والتعليلَ الذي ذكره عنه المؤلف.
(٢) كذا في (ز ٤) و (س) و (ص) وفي (بر ١) و (ز ٨) "إذ تضاف"، وفي (ل) مكتوبة بالتذكير والتأنيث في رسم واحد.
(٣) وفي (ص) "يفصلان".
(٤) رواه البخاري ك: الشهادات (٢٦٥١) و (٢٦٥٢) وفي المناقب رقم (٣٦٥٠) و (٣٦٥١) وفي الرقاق رقم (٦٤٢٨) و (٦٤٢٩) وفي الأيمان والنذور رقم (٦٦٥٨) و (٦٦٩٥). ومسلم ك: فضائل الصحابة رقم (٢٥٣٣) و (٢٥٣٤) و (٢٥٣٥) و (٢٥٣٦). وليس في شيء من روايات هذا الحديث اللفظُ الذي أورده المصنف (خير القرون) بل كلها؛ إما "خير الناس"، أو "خيركم"، أو "خير أمتي".
(٥) كذا في (ز ٨)، وفي (بر ١) و (ل) و (س) و (ز ٤) "سبق شهادة يمينه"، وفي (ص) "حيث أريد به قرون … سبق بشهادة يمينه".
(٦) هي روايات البخاري رقم (٢٦٥٢) و (٣٦٥١) و (٦٤٢٩) و (٦٦٥٨).
(٧) هذه رواية الترمذي برقم (٢٣٠٢).
(٨) كذا في (بر ٣)، وفي سائر النسخ "يتعارض هذا الحديث حديث".

<<  <   >  >>