الفينيقيين. وكانوا أسبق من الرومان إلى الاقتباس من حضارتي هاتين الامتين.
عرف البربر- كسائر البشر- معدن النحاس فانتقلوا من مدنية الححر الحجري الى حضارة العصر النحاسي. ولكنهم لم يلجوا هذا العصر الثاني الا حين اكتشاف معدن الحديد. فاندمج هذان العصران عند البربر في عصر واحد. على أن عصر الحجارة طال امده بدواخل وطنهم. فعاصر الحديد حينا من الدهر.
من الآثار النحاسية المكتشفة بالوطن الجزائري قطع بضواحي مدينة قيصرية، واخرى بضواحي مدينة اقسيوم. ووجدت ايضا صفائح نحاسية بمنزل في مغارة قرب مدينة صلداي، ومعها قطع بصدد التكوين لم يزل بها اثر الفحم. وذلك يدل على انها مصنوعة هنالك وليست منقولة من وطن آخر.
١ - المسكن: كان البربر منهم الرحل اهل البيوت التي يخف حملها مهما ارادوا الظعن لانتجاع الكلأ والعشب بمواشيهم، ومنهم المقيمون اهل القرى والمدن، يتخذون بيوتهم اما من الخشب واما من الحجارة ويغطون سقوفها بالديس او غيره من النباتات. ولهم في هندسة البيوت اشاكال وفي بنائها كيفيات. منها بناء جدارين متوازيين بالحجارة ثم صب الحصا خلالهما حتى يمتليء ما بيهما من الفضاء.
وقد أسس البربر مدنا عظيمة. منها ما طوى عنا التاريخ خبره واعفى كر الغداة والعشي أثره، ومنها ما بقى ذكره مرعيا لو حوفظ على موقعه فلم يزل موضع عمارته مرئيا.
وسنتكلم على ما حفظ التاريخ للبربر من المدن حسبما تدعونا المناسبات.
٢ - الملبس: كان ملابس البربر من الصوف بعد ما عرفوا