الحياكة. منها البرنس. وهو ثوب أعلى يسلك في العنق او يوضع على الاكتاف ينسج قطعة واحدة ويترك من أمام مفتوحا، لا يخاط الا ما يقابل الصدر منه. وهو قديم بينهم ومعروف عند غيرهم ايضا. فقد كان لباسه شائعا بين اليونان والرومان. ووصف ابن خلدون برانس البربر بأنها كحل. والبربر معروفون بالمحافظة على العوائد العتيقة فلعل هذا الوصف قديم ايضا. ولم يزالوا حتى اليوم بوطن القبائل ينسجون برانس في غاية المتانة والاحكام. ولونها في الغالب أزرق. فاما ان يكون هذا اللون حدث بعد ابن خلدون واما ان يكون هو الذي تساهل فعبر بالكحولة مكان الزرقة. والعرب تتساهل في الالوان المقاربة.
ومنها القشابية. وهي ثوب اعلى ايضا له اكمام يسلك في العنق ويخاط من أمام، لا يترك منه الا الجيب (الرقبة) ولا يلبس البرنس فوقها الا نادرا. وهي قديمة جدا. وكانت من ملابس الرومان أيضا.
ومنها الكساء. وهو قطعة صوف غير مخيطة يشتمل بها الرجال والنساء اشتمال الصماء. وهو قديم أيضا، ومعروف عند قدماء المصريين. ولم يزل لباسه حتى اليوم شائعا في بعض الجهات. وفي اغلب الوطن الجزائري تفننوا في نسجه ورققوه وزينوه بالحرير فصار من ملابس الزينة يختص به أهل الهيآت ويعبر عنه عرب الجزائر بالحائك.
ومنها السراويل القصيرة او الطويلة، وهي معروفة ايضا عند الغاليين قدماء الافرنج.
ويلبسون غير ذلك جلود الحيوانات بعد دبغها. وهي من ملابس الغاليين ايضا ما زلنا نشاهدها اليوم عند اعقابهم المتمدنين. أما البربر فقد تركوا هذا اللباس من قديم، ولم يحافظوا عليه خلافا لعاتهم في غيره.