للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد احسنوا في رفض لباس يقرب صاحبه في المنظر من الحيوانات الوحشية، ويذكر بأخلاقها في المجتمع صباح مساء.

وكانوا يضعون على رؤوسهم " القنور ". ويرجع عهده الى الالف الثالث او الثاني قبل الميلاد. وقد قدر له ان يعيش - على ثقله حسا ومعنى- هذا العمر الطويل. ولكنه اليوم ادركه الهرم ودب فيه دبيب الفناء ولا ندري متى يحين الوقت الذي يوضع فيه بدار الآثار. وعلى كل حال فلم يكن لباسه عاما. فقد قال ابن خلدون- متحدثا عن عموم البربر-: " ورؤوسهم في الغالب حاسرة وربما يتعاهدونها بالحطق" (١) وذكر عن زناتة- وهم من سكان جيتولية على ما سبق- انهم يلبسون العمائم " يلفون الليت والاخدع قبل لبسها ثم يتلثمون بما تحت أذقانهم من فضلها " (٢) وكان بربر نوميديا لا يحلقون رؤوسهم ويفرقون شعرها غديرتين يرسلون مع كل جانب غديرة.

واتخذوا الحلي من النحاس والفضة والذهب خواتم واساور وخلاخل وغير ذلك.

ولم يغيروا الى اليوم لباسهم القديم الا يسيرا خصوصا البادين منهم.

٣ - المطعم: لا شك ان البربر كانوا قبل معرفتهم للزراعة مقتاتون من لحوم الصيد والحيوانات الانسية وبعض النباتات الطبيعية التي لا تضر بمعدتهم. اما بعد ان عرفوا الزراعة فلا ريب انهم استعملوا من الحبوب ضروبا من الاطعمة، نقلوا بعضها عن غيرهم من الامم. ومن الاطعمة المنسوبة لهم "الكسكس " وهو اليوم من أهم أغذيتهم. يواظبون عليه للعشاء. وقليلا ما يستعملونه غداء. وقد أثروا على عرب الجزائر في اقتياته فصاروا سواسية في اعتماده غذاء لابدانهم.


(١) ج٦ ص٨٩.
(٢) ج٢ ص١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>