للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ان من الالفاظ التي ذكرها رين بربرية نقلت الى العربية ما هو عربي حقيقة. فان كان موجودا في البربرية فهو دخيل فيها بعكس دعواه وتكون تلك الالفاظ موروثة عن قبيلتي كتامة وصنهاجة العربيتين.

كانت اللغة البربرية- كغيرها- ساذجة بسيطة ثم تطورت مع الزمان وتأثرت بما كان يجاورها من اللغات الراقية. وخصوصا الفينيقية. وكان لها ادبها وبلاغتها والفت بها التآليف العلمية قبل الاسلام وبعده.

وكان للبربر خط خاص بهم، وحروفه تمثل شيئا من اشياء الكون مثل الشمس والهلال والبرق. وتدل على معنى موافق اما لصفة ذلك الشيء مثل السرعة للبرق واما لفائدته مثل الحرارة للشمس.

كان هذا الخط في القديم يتركب من عشرة حروف يسمونها "تيفيناغ " ومعنى هذه اللفظة الحروف المنزلة من عند الاله، لانهم كانوا يعتقدون انها ليست من وضع البشر. ويتركب من خمسة اشكال يسمونها " تد باكين " ومعناه: الدليل على العمل والتوسع. ويعتقدون انها من وضع البشر.

حروف تيفيناغ هي التي تفيد المعاني، وحروف تيدباكين اما لضبط تلك الحروف او توكيد معنى حرف منها.

وكانت حروف الامم قديما مثل الاغريق واللطين عشرة ايضا. وذلك ان الانسان يخترع على قدر حاجته. وفي بدء عهده بالحياة كانت دائرة افكاره ضيقة، والمعاني التي يعبر عنها قليلة. فكانت هذه الحروف - على قلتها- وافية بحاجته.

<<  <  ج: ص:  >  >>