منة سبيون. فأوقدت النار بمعبدهم وألقت نفسها فيها. وفعل فعلها ألف قرطاجني. وذلك سنة (١٤٦).
وانتهت الحروب البونيقية بفتح قرطاجنة التي خلد البونيقيون بدفاعهم عنها لانفسهم كل الفخر والشرف وللرومان الغادرين كل خزي وعار. وانه لفتح فتح على الجزائريين كل النوائب والمصائب وسد عليهم طريق الاحسان السامي فلم يروه إلا بعد ثمانية قرون عندما جاءهم العرب اخوان الفينيقيين يحملون لهم دينا فطريا وأحكاما عادلة وحضارة طاهرة.
عندما تم فضح قرطاجنة احتفلت رومة بآلهتها وقربت لها القرابين. ثم وجهت عشرة من أعيانها لينظروا مع سبيون في مصير قرطاجنة. فحملتهم الكراهية والبغضاء لمؤسسيها رجال العمران على اختيار هدمها وتخريبها ففعلوا وبئس ما صنعوا. ولعنوا مكانها. وأخذوا من تراب حكومة قرطاجنة قطعة ضيقة أضافوها الى مستعمراتهم وأطلقوا عليها اسم " مملكة الومان في أفريقية " وجعلوا لها واليا مقره عوتيقة.