للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غربا. فكان بذلك ملكا على مصيليا ومصيصيليا. وكان صدر بعل القرطاجني بالاندلس فجاء مددا لمصينيسا على صيفاقس. وبعد الانتصار عاد اليها بجيوش كثيرة تحت قيادة مصينيسا.

ولما توفي غولة واعقبته ثورة مزوطيل ولم تتداخل فيها قرطاجنة غضب مصينيسا وخالف قرطاجنة وحالف رومة.

كانت قرطاجنة تخطب ود صيفاقس وهو معرض عنها. ولعل تغافلها عن ثورة مزوطيل التي فيها فائدة صيفاقس كان بقصد استمالته. ولكنها خسرت بهذه السياسة صداقة مصينيسا. وإذ كان مصينيسا مع الرومان خالفهم القرطاجنيون الى استمالة صيفاقس. فكانت عليهم هذه المرة سهلة. وكان لصدر بعل بنت شهيرة تدعى "صفو نيسب" وعد بها مصينيسا فلما أيس من مناصرته عدل عن مصاهرته وزوجها من صيفاقس عدو مصينيسا.

اتخذ القائد القرطاجني هذه الوسيلة شفيعا له في صداقة صيفاقس فنجح. وكيف لا ينجح بمثل هذه الشفاعة التي يقول فيها الفرزدق:

لَيْسَ الشَّفِيعُ الَّذِي يَأْتِيكَ مُتَّزِراً ... مِثْلَ الشَّفِيعِ الَّذِي يَأْتِيكَ عُرْيَانَا

صدق صيفاقس في صداقته لقرطاجنة. وابتدأ عمله بمحاربة مصينيسا الذي اتنصب بقرطة ملكا على مصيليا. فانتصر عليه وانتزع منه أغلب مملكته. ففر مصينيسا واعتصم ببعض الجبال. وذلك سنة (٢٠٥) ومن معتصمه صار يغير على تراب قرطاجنة فأقلقها. وإذ ذاك رغبت من صيفاقس أن ينهي قضية مصينيسا انهاء حاسما. فلباها وأرسل جيشا تحت قيادة بوكار. فشد الخناق على مصينيسا وفتك

<<  <  ج: ص:  >  >>