برجاله ولحقته هو جراحات عميقة أعجزته عن أي مقاومة. فرمى بنفسه في واد ونجا الى الضفة الاخرى. وذلك ناحية قليبية من التراب التونسي.
بعد هذه الخيبة آوى الى مغارة بسفح جبل ريثما يلتئم جرحه، ويستعيد قواه. وذاع أنه توفي. ولكنه كان يسعى سرا في جمع الجنود. وبعد استراحته ظهر لاهل مصيليا. فسرتهم رؤيته وابتهجوا بوجوده، فانجدوه. وبعد قليل جمع (٦٠٠٠) من المشاة و (٤١٠٠) من الفرسان.
ولم يكن صيفاقس بغافل عنه فجمع جموعه الكثيرة وقسمها جيشين أحدهما برئاسته والآخر بقيادة ابنه فرمينة. وكان مصينيسا بالجبال التي بين قرطة وهبون. فقصده صيفاقس. واصطدمت الجيوش وحمي وطيس الحرب. وأسفرت عن نجاح صيفاقس وهزيمة مصينيسا. ففر الى بلاد السرت الاصغر (قابس).
إذ ذاك استقل صيفاقس بملك مصيليا ومصيصيليا بعدما كان استقل بهما غولة. وهكذا المدنيا اقبال وادبار.
اتسع نطاق مملكة صيفاقس فاتخذ قرطة عاصمته سنة (٢٠٤) وبينما هو متمتع بملكه العريض ومصينيسا شريد في الجبال والفيافي إذ نزل سبيون الأفريقي بجموعه في أفريقية، فلاح بذلك بارق الامل لمصينيسا. وجاء بمن كان في صحبته نجدة لسبيون.
هنالك أرسل صدر بعل بن جسقون الى صهره وحليفه صيفاقس فجاءه بستين ألفا مقاتلا ونزل في مركز خاص ولم يختلط بصدر بعل. نشبت الحرب بين القرطاجنيين والرومان. فأظهر سبيون الانهزام مكيدة وخاطب محاربيه في الصلح. وبينما هم يتفاوضون إذا بسبيون دخل بين الجيشين المتحالفين وحال دون اتصالهما بعضهما ببعض.