وفي الليل هجم هو مع قومه على صدر بعل، ومصينيسا في رهطه على صيفاقس. وأحرقا عساكر العدو بالنيران ومن بقي عن النار ألحقته السيوف. فكانت على القرطاجنيين وأنصارهم وقيعة كبرى وذلك سنة (٢٠٣).
شجع هذا الانتصار سبيون على فتح قرطاجنة. ولكن لم يرد أن يورط نفسه فيه قبل استئصال أنصارها من البربر. فجهز جيشا لحرب صيفاقس بقيادة مصينيسا. فالتقى الملكان البربريان بجموعهما. فكبا بصيفاقص جواده في المعركة فأخذه مصينيسا أسيرا. وذهب به الى قرطة واحتال لدخولها فدخلها. وأتى صفو نيسب وأراد التزوج بها. فلم يرق ذلك لسبيون خشية أن تستميله عنه الى قومها. ولكنها أنهت الخلاف بينهما بقتل نفسها!
وبعث بصيفاقس الى رومة. ومات بها سجينا سنة (٢٠١) وهكذا ختمت سعادته بالسيادة (١) وبسطته في السلطة. فمات سجينا بعيدا عن الاهل والولد. وذلك مآل سياسته في منافسته لابن وطنه، واستعانته عليه بالرومان أولا. ويسرني- وأيم الله- أن تكون هذه عاقبة كل من سعى في جلب الاجنبي الى وطنه ليتقوى به على منافسه من أبناء جنسه.