للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتقرب منه بالمصاهرة فتزوج ابنته. وبهذه الوسيلة أمن يوغورطة ناحية بوكوس.

إذ ذاك أخذ يغير على حدود مملكة آذر بعل كي يستفزه لحربه. ويتخذ ذلك سببا لحربه يقطع به معاكسة رومة له. ولكن آذر بعل تحمل تلك الغارات واصطبر لها لعجزه عن مقاومة يوغورطة وخيبته سابقا في الاستنجاد برومة. رأى يوغورطة استكانة ابن عمه فعزم على تنفيذ برنامجه وهجم عليه. واجتاز الحدود بجنود كثيرة. هنالك رأى آذر بعل لزوم الحرب. فتهيأ لها بما لديه من الجنود وخرج لملاقاة يوغورطة.

تقابل الجيشان ولم يتبارزا. وكان آذر بعل ينوي محاربة ابن عمه من الغد. ولكن يوغورطة كان أشد حزما وأمضى عزما. فأمر جنوده بالهجوم ليلا. فدارت الحرب بين الفريقين. وبعد قتال شديد انهزم آذر بعل وفر الى قرطة. فلحقه يوغورطة وحاصره بها. وكانت المدينة في غاية الحصانة بموقعها وعناية مصيبسا بتحصينها. وكان بها صناع وتجار ايطاليون. فتحزبوا لآذر بعل.

بلغ خبر هذه الحرب الى رومة فلم يرق لها صنيع يوغورطة. وأرسلت اليه في رفع الحصار والكف عن محاربة ابن عمه مع ثلاثة من النواب. فقابل يوغورطة هؤلاء النواب مظهرا لهم احترامه لرومة. ولكنه لم يمتثل نهيها واستمر محاصرا لقرطة. فأرسلت اليه رومة رسلا آخرين. وتعين الاجتماع بعوتيقة. فذهب إليها. وأوعز لجنوده بتشديد الحصار. ولما اجتمع برسل رومة اكتفى بإظهار احترامها أيضا.

دام حصار قرطة عامين وبلغت المجاعة بأهلها مبلغها وعلموا خيبة رسل رومة في المفاوضة مع يوغورطة. فرأى آذر بعل ان يفتح الكلام

<<  <  ج: ص:  >  >>