للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في حدود مملكة أسلافه وطرد الرومان من أفريقية نظير ما كان ينويه مصينيسا من طرد قرطاجنة. فلما توفي عمه لم ير في ابنيه أهلية لتحقيق هذا البرنامج. لانهما لم يعرفا رومة كما عرفها. فهما يخشيان سطوتها. ويريدان التمتع بلذة الملك تحت ظلها.

ابتدأ يوغورطة في تحقيق برنامجه الاستقلالي بمنازعة ابني عمه على الملك حتى اقتسموه بينهم. ثم اغتال هيمصال. وتخلص لحرب آذر بعل حتى قتله سنة (١١٢) واستقل إذ ذاك بملك سلفه. وأصبح لا يد فوق يده.

لم تكن مقاصد يوغورطة في الاستقلال بوطنه وطرد النفوذ الروماني منه واضحة للرومان. فانه كان يسترها أحيانا بالخداع السياسي وأخرى باشتراء ذمم رجالهم. فلما دخل قرطة واستأصل منها شيمة ابن عمه من البربر والايطاليين الذين هم في الواقع شيمة رومة اتضحت للرومان مقاصده وأدركوا أنه كان يسوسهم بالختل والمراوغة. فعزموا على المبادرة لحربه وعدم امهاله في هدم آماله.

لما عزمت رومة على حربه أرسل إليها ولده واثنين من خواصه لعرض طاعته. فلم يأذن شيوخها بمقابلة رسله ولا قبلوا طاعته لعلمهم أن ذلك خداع سياسي فقط لا حقيقة له.

كان بوكوس مصافيا لصهره. فلما بلغه ما آل اليه أمره مع رومة خشي أن يكون له على ولائه له حد من غضبها. فمال عنه وأظهر طاعته للرومان.

أرسلت رومة جنودها تحت قيادة بستيا. فجاء هذا القائد على طريق صقلية. ودخل في الحرب مع يوغورطة. واشتبكت القوتان

<<  <  ج: ص:  >  >>