وكما شغل هو رومة شغلته هي أيضا عن ترقية وطنه. فان ذلك الذكاء النادر لو وجد في عمره هناء مصيبسا لأربى عليه في رفع مستوى دولته من حيث العمران والحضارة ولحصن استقلالها بأكثر مما حصن به سلفه قرطة.
ليس في انتصار رومة على يوغورطة أدنى شرف لها أو ضعة له. بل ما لها فيه إلا العار والشفار، وما له منه إلا المجد والفخار.
وقد جلب بوكوس بمصافاته للرومان تكدير حياة البربر بالقضاء على زعيم استقلالهم وتشجيع الرومان على امتلاك وطنهم. ومن نظر خاتمة يوغورطة مع صهره وجده أحق الناس بقول الشاعر العربي:
واخوان حسبتهمو دروعا ... فكانوها، ولكن للاعادي
وخلتهمو سهاما صائبات ... فكانوها، ولكن في فؤادي
____
ـ[صورة]ـ (ش-٨) نقود الملك يوغورطة. وعليها صورة بطل.