شغف بالحروب. فحفظ لذلك من السقوط في مضار الحضارة، وعاش- حربيا شجاعا.
كان هذا الملك ينطوي على مثل ما انطوى عليه سلفه مصينيسا ويوغورطة من الاستقلال بالوطن البربري وطرد النفوذ الروماني منه. فاستعد لتحقيق أمنيته بتنظيم الجيوش وتدريبها. وكان بهذا الوطن شذاذ من امم مختلفة يؤجرون انفسهم في الحروب، ورجال من الرومان نفتهم الاحزاب المضادة لهم المتغلبة على أحزابهم. فاتخذ منهم يوبا جيشا منظما يكون مثالا للبربر في النظاء العسكري.
لم يلبث هذا الملك- بعد تبوإ عرش مملكته- الا قليلا ودخل في حروب طاحنة ختمت بانتحاره. وذلك ان بمبيوس صديق والده كان رئيس الجنود الرومانية التي لنظر مجلس الشيوخ، وظهر يوليوس قيصر في مظهر السيد المستبد، وحاول ان يسقط الجمهورية الرومانية، فنشبت الحرب بينه وبين بمبيوس. وقد عرفت ان كل اضطراب يقع برومة يكون صداه بأفريقية.
تغلب قيصر على بمبيوس وانتزع منه ايطاليا. ففر فاروس (احد ضباط بمبيوس) الى أفريقية ومعه جنوده. واعلن التشيع لبمبيوس واخذ في اصطناع يوبا. فلم ينس هذا الملك صداقة بمبيوس لوالده ولا عداوة قيصر له ولا اضاع عليه فرصة انشقاق الرومان لتنفيذ برنامجه الاستقلالي. ففعل فعل عمه يرباص وانتصر للحزب المغلوب بايطاليا.
وفي سنة (٤٩) وجه قيصر الى افريقية من ضباكه كريون. وكان عدوا شخصيا ليوبا. واقترح على مجلس الشيوخ ان ينتزعوا من يوبا مملكته التي ورثها من ابيه. واعلنت شيعته برومة ان يوبا عدو لجميع الرومان.