نزل كريون بالولاية الرومانية. ودارت بينه وبين فاروس مناوشات الجأت فاروس الى الفرار الى عوتيقة (بوشاطر) فحاصره كريون بها. وساءت حالة البمبيين. فجاء يوبا بجنود كثيرة نجدة لهم وعملا لفائدة الاستقلال البربري. ففك الحصار عن عوتيقه. وفر كريون الى احد المعاقل وتحصن به. ثم اشيع- لاخراج كريون من حصنه- انه ثارت ثورة بمملكة يوبا وانه ذاهب لاخمادها. وترويجا لهذه الاشاعة تأخر يوبا بجنوده وافياله. ولم يترك منهم الا قليلا تحت قيادة قائده صبورة. فتقدم هذا القائد بجنوده القليلة الى حصن كريون. فتسلل كريون من حصنه ببعض جنده. وكان عنده أسرى نوميديون. فايدوا له خبر ذهاب يوبا الى مملكته. والقى بنواحي مجردة بطلائع الجيش النوميدي. فهجم عليهم من غير احتراز بناء ظى اعتقاده ذهاب يوبا. وتأخر النوميديون امامه تأخرا نظاميا: يناوشونه الحرب ثم ينهزمون. وما زالوا معه كذلك حتى قربوا مكانا كمن به يوبا. وادرك كريون ومن معه التعب من جراء فعل النوميديين ذاك. فما هالهم الا احاطة جنود يوبا الكثيرة بهم من كل ناحية. وكان بجنود يوبا الفا فارس من الاسبان والغاليين. فلم يجد كريون - والحالة تلك- غير الاصطلاء بنار يوبا. فاشتد القتال. وانتهى باستئصال جنده واخذ رأسه الى يوبا. وذلك في العشرين من يونيه سنة (٤٩).
تعزز يوبا، بهذا الانتصار ورأى انه قد اتيح له ان يعلن بسيادة البربر الوطنيين على الرومان الغرباء. فعاد الى عوتيقه عاصمة الولاية الرومانية. واظهر عظمته على الرومان حتى البمبيين انفسهم. وصار كثيرا ما يقدم نفسه للسيادة عليهم وعلى جنودهم، يتخذ الجميع كآلة بيده. ويحتج لسيادته بانه هو الذي قتل كريون وجنوده،