للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولولاه لذهب أثر البمبيين من أفريقية كما ذهب من ايطاليا. وزاد في قوة حجته وتأييد سيادته انه غني جدا وصاحب الكلمة النافذة في وطنه.

وقد بلغ من استعلائه على البمبيين ان سبيون رئيسهم جاءه يوما لابسا حلة حمراء مطرزة بالذهب- وهذه الجبة من شعار الملوك اذ ذاك- ليظهر ليوبا عظتمه. فأنف منه، وأمره يانتزاعها ولبس البياض فلم يسع سبيون الا الامتثال.

كان بمبيوس لما انهزم بايطاليا ذهب الى مصر. ولما بلغ الاسكندرية دس اليه بوثان (١) من قتله. ولكن شيعته لم يحل من عزمها موته حيث وجدت في يوبا أقوى عضد لها بأفريقية. وتلاحق اليها من عظماء هذا الحزب ميتلوس. سبيون- وهو صهر بمبيوس غير سبيون الأفريقي وسبيون الاميلي- فبلغها سنة (٤٨) ثم قاطون سنة (٤٧).

ولما دخل قاطون عوتيقه وجد سبيون وفاروس مختلفين على رئاسة الجند، كل يريدها لنفسه. ووجد يوبا مستعليا عليهما وجالسا بينهما كما هي عادة الملوك. فلم تسمح له نفسه بمشاهدة هذا المنظر المزري بجنسه. فرفع الكرسي ووضعه الى جانب سبيون بحيث يكون وسطا ويبقى يوبا طرفا. واراد بهذا الفعل إشعار يوبا بأن السيادة للرومان. ثم وحد بينسبيون وفاروس.

بعد ذلك تفرغ البمبيون لتنظيم شؤونهم. ولم يتأخر يوبا عن اعانتهم. تفاوضوا اولا فيمن يخلف بمبيوس لرئاسة حزبهم وتدبير حربهم. واتفقت كلمتهم على تقديم سبيون لهذا المنصب فتهيأ للحرب. وجمع اربعين الف جندي وخيلا كثيرة اركبهم العبيد والموالي.


(١) بوثان رجل قائم بشؤون بطليموس الثاني عشر وأخته كليوباطر

<<  <  ج: ص:  >  >>