وامدهم يوبا باربع فرق منظمة تنظيما رومانيا. فيها اثنا عشر الف جندني وخيل كثيرة. وامدهم أيضا برجال كثيرين من البوادي غير المنظمين و (١٢٠) فيلا. وتولى سبيون نفقات جميع جنود يوبا ودفع مرتباتهم.
يوبا- وإن اعان البمبيين- لم يكن مخلصا لهم. فأخذ يشير على سبيون بما يبغض الرومان الى البربر لئلا يكون لاجنبي نفوذ بوطنه على قومه. فأشار عليه بجبر سكان الولاية الرومانية على تسليم حبوبهم لتموين الجند وجبر التجار منهم على تقديم الاموال. فنفذ اشارته بصرامة حتى انه خرب لذلك مدنا كثيرة. ثم اشار عليه بتتبع المتشيعين لقيصر حتى المتهمين بالتشيع: باستئصالهم وقتل ذريتهم ونسائهم. وكان جل من بعوتيقه قيصريين. ولكن سبيون تفطن هذه المرة للدسيسة. فدافع يوبا بأن هذا عمل يغضب الرب. ولو استرسل سبيون في غفلته وعمله باشارات يوبا لثارت عليه العاصمة (عوتيقه)، واشتغل الرومان بعضهم ببعض، وتفانوا. فتبقى الولاية الرومانية ليوبا غنيمة باردة. وذلك ما كان يأمله لتحقيق غايته الاستقلالية.
بلغ الخبر الى رومة بقوة سبيون ويوبا. فدخل الرعب قلوب القيصريين. ولكن قيصر رأى ان يتمم انتصاراته بنقل الحرب الى أفريقية.
واذ قد ارتأى هذا الرأي فهو مضطر للاستنصار بملوك البربر. وقد علم ان يوبا مصانسيس ضده. فكاتب بوكوس الثاني وبوغيد الاول ليشغلا له يوبا. ووعدهما اقتسام مملكته. فكانا له على يوبا.
في منتصف اكتوبر سنة (٤٧) توجه قيصر الى أفريقية على طريق صقلية. ونزل بنواحي قليبية من عمالة تونس. وعند نزوله عثر فسقط على الارض فقبضها ونادى- خشية الطيرة التي تضعف من