للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوطن البربري من الرومان. ولكن سبيون ألح عليه حتى رحمه. وترك قائده صبورة لمقابلة ستيوس وبوكوس.

عاد يوبا الى سبيون بألف ماش وثمانمائة فارس وثلاثين فيلا. ونزل في العشرين من دجنبر بجيشه خلف جيش سبيون. وفي التاسع والعشرين منه وقعت معركة شديدة بين المتحاربين.

وفي يناير سنة (٤٦) فر الى قيصر كثير من جنود يوبا الجيتوليين. وبلغ عددهم الفا. وسبب ميلهم الى قيصر ان ضباط هذه الفرقة كانت لآبائهم أراض انتعزتها منهم والد يوبا هيمصال. واعادها عليهم مريوس بعل عمة قيصر. ثم تتابعت عدة وقائع كانت خاتمتها واشدها واقعة طبسوس (١) في هذه الوقعة تفاقمت الاهوال واشتد القتال. وانتهت بفوز قيصر وفرار اعيان حزب بمبيوس.

ذهب يوبا بعدها الى مدينة زامة. وكان اتخذها عاصمته الثانية. ونقل اليها- لما عزم على حرب قيصر- نساءه وذريته وامواله وجمع ببطحانها حطبا كثيرا. واقسم ايمانا مغلظة: لئن غلبه قيصر ليحرقن بذلك الحطب اهل المدينة ثم اهله ونفسه. فلما بلغها اغلقوا في وجهه الابواب مخافة ان ينفذ فيهم ايمانه.

اظلمت المدنيا في وجه يوبا. وضاقت عليه الارض بما رحبت. فصنع وليمة اكثر فيها من الاكل وشرب الخمر. ثم تحامل على سيفه ليريح نفسه من عناء الدهر. فلم يستطع الثبات على ذبابة السيف لغلبة الخمر عليه. فأمر أحد عبيده بقتله فقتله!


(١) طبسوس مدينة على شاطئ البحر برأس ديماس (بتونس) يليها برا بحيرة صارت بها كجزيرة اذ لم تبق إلى المدينة الا مسلكين ضيقين وهي من تأسيس الفينيقيين. ولم تخرب الا على عهد الفتح العربي. ومكانها اليوم موضع حراثة.

<<  <  ج: ص:  >  >>