شتما وفتكوا بمن معه. ونجا ببعض جنوده، فركب سفنه، وعاد خائبا.
وكان قيصر في حال سيئة. فاستمال رجلا ايطاليا يدعى ستيوس الى نصرته. وكاتب بوكوس واخاه بوغيد يعلمهما بأن يوبا سيذهب الى حربه ويخلو لهما وجه مملكته. ويشير عليهما بالهجوم اذ ذاك.
علم يوبا بحرج موقف قيصر. وخفي عليه ما دبره مع ابني بوكوس الاول. فلم يكتم سروره بضعف عدوه. ورأى انه قد قرب اليوم الذي يتمتع فيه بوعد سبيون. فجمع جنودا كثيرة وخيلا وفيلة. واخذ يجول بها في البوادي والناس تنضاف اليه حتى كان قريبا من المنستير (بتونس).
وفي هذه الاثناء ذهب ستيوس الى بوغيد مستعينا به. واتحد مع بوكوس. وهجما على مملكة يوبا. وفتحا قرطة بعد حصار لم تطل مدته. وفتحا أيضا حصنا (غير معلوم لدى المؤرخين) به مؤن يوبا وذخائره واسلحته. واستأصلا سكان مدينتين من مدنه. وصارا يهددان بقية مدن نوميديا وباديتها. ولا يشاهد بها الا النار والدم.
بينما يوبا في زهوه وسكره برائحة خمرة الانتصار اذ بلغه ما حل بمملكته. فتوجه في الحين وأغذ السير لادراك أهل مملكته. واخذ معه كل ما اعان به سبيون من رجال وخيل وفيلة. ولم يترك له الا ثلاثين فيلا غير مهذبة ولا مدربة.
ضعف سبيون بعد ذهاب يوبا عن مقاومة قيصر. فارسل اليه يستحثه في اللحاق به. ويؤكد له وعده السابق. فلم يجبه الى طلبه لاشتغاله بدفاع الهاجمين على مملكته. وقد يكون من غرضه ان يدع الرومان يتهالكون. ثم يرجع على الغالب منهم فيحاربه. ويطهر