على ما سبق بيانه ذهب هو الى الاندلس. وبها شيعة بمبيوس. فجمع هنالك جيشا من اللصوص واشتغل بالحرابه زمنا. ثم ازداد جيشه قوة وازداد هو مهابة. فقاتل قيصر هنالك.
وفي سنة (٤٤) توفي قيصر وبوغيد عدوا أبيه. فرأى أن الوقت مناسب لاسترجاع مملكتة والده. فعاد الى وطنه بمن معه من الجنود. وجمع اليه شيعته من النوميديين. وبعث منهم بطائفة الى بمبيوس الصغير ليعلهم حسب الانظمة الرومانية. ومن غير شك ان النوميديين استبشروا، بعوده اليهم لانهم صاروا تحت اجانب عنهم في الوطن او في الجنس والوطن جميعا.
خلف بوغيد ابنه بوكوس الثالث. ورأى عرابيون ما له من الجنود، فعزم على حرب بوكوس لينتزع منه نوميديا السطيفية (١). وكان بوكوس غربيا عن محكوميه فاستنجد بوكتافيوس المستب برومة بعد قيصر. فلم ينجده لاشتغاله بتثبيت قدمه برومة.
تحارب الملكان البربريان، فكانت الخيبة نصيب بوكوس. واسترد عرابيون منه نوميديا السطيفية. وبقي له ستيوس. فدبر له مكيدة نجح فيها فقضى على حياة هذا الايطالي المتملك على البربر. واسترجع بذلك جميع ما كان يملكه ابوه. ولكثرة الفتن برومة بين الجمهوريين والقيصريين ذهب دم ستيوس هدرا. ولم يتوجه على عرابيون من الرومان ادنى بحث او مسؤلية.
في هذه المدة كان الوالي بأفريقية القديمة كورنفسيوس. واعطيت نوميديا الحديثة لوكتافيوس. فوجه اليها عامله سيكتيوس. وطمع في الاستيلاء على أفريقية القديمة أيضا. فوقعت الحرب بين الوالي
(١) نوميديا السطيفية هي المعبر عنها أحيانا بموريطانيا السطيفية.