نقفار يناص هذا رجل بربري تجند بالجند الروماني وبلغ رتبة ضابط معين. ثم فر الى القبائل البربرية المقيمة بجهات اوراس. وأثارهم على الرومان سنة (١٧) م. فهجموا على الجنود الرومانية في مراكزها. واتسعت ميادين الثورة من خليج طرابلس الى الحضنة.
برز لمحاربته كاملوس والي افريقية فلم يقو تتقفاريناص على مقابلته وفر الى الصحراء. واشتغل فيها بتنظيم الجنود على الطريقة الرومانية. فاتخذ الفرسان والمشاة. وفي ظرف عام تمم تنظيمه وتمرينه. فأعاد الكرة على الرومان. وهزمهم بوادي باجيدة (ساحة لمبس) فتركوا له حصونا. وغنم غنائم جليلة. فتشجع بهذا الانتصار. وذهب الى تالة (بعمالة تونس) وحاصرها. فضاعف الرومان قوتهم مضاعفة أعجزت تقفاريناص عن مقابلتها. ففر أيضا الى الصحراء. وذلك سنة (٢٠) م.
وبعد قليل ارسل الى الامبراطور طيبريوس وفدا يعرص عليه الصلح على ان يقتسم معه أراضي افريقية. فأبت للإمبراطور عظمته النزول لقبول هذا الشرط. وراءه وقاحة من تقفاريناص. فارسل الى الجيتوليين يعدهم بالعفو ان هم وضعوا السلاح. وجعل جعلا لمن يقتل تقفاريناص. فلم يجد من بطانة هذا الثائر خائنا.
وفي سنة (١٢) وجه الامبراطور لحربه القائد بليسوس (BLOESUS) وكان ذا دراية بالحرب. فقسم جيشه أقساما وراء كل قسم حصن. فمكث في مطاردة تقفاريناص عاما. وكان يهزمه كلما التقيا. ولما اعجزت تقفاريناص الحيلة ويئس من الانتصار عاد الى الصحراء ملجئه من قديم سنة (٢٢).
سر الرومان بانتصار بليسوس سرورا عظيما. ولقبوه الغازي. ولكن هذا الانتصار لم يكن حاسما للثورة. فان تقفاريناص رجل