للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما أجود بطليموس! بل بئس الجود جود بطليموس: يعين الرومان على قتل بني جنسه ليملكوا أراضيهم ونفوذهم ورقاب بقية الامة، في مقابلة القاب وتحف! وبعد كيف كانت عاقبته معهم؟

في سنة (٣٩) ارسل اليه الامبراطور غليقلا (CALIGULA) يستدعيه الى رومة- وكانت بينهما خؤلة- فلبى الدعوة حينا. وذهب في هيئة عظيمة غار لها الامبراطور. وحضرا ذات يوم المرسح. فأعجب الحاضرون بثوب بطليموس الارجواني. فاغتاظ لذلك الامبراطور وزجه في السجن وقطع عنه الطعام ولم يترك له ماء غير ماء الميازيب. وانتهى به الغيظ الى أن قتله. يقول مرسيي: " أما غيرة من هيئته واما نهما في سفك الدماء واما طمعا في الحاق مملكته برومة رأسا" وسواء كان القتل لاحد تلك الاغراض أو لثلاثتها فإن غيرة الامبراطور من هيئة بطليموس وبهت العامة مما يدل على تفوق الازياء البربرية على الازياء الرومانية.

كان لنعي بطليموس أسوأ الاثر في نفوس البربر دفع بأحد مواليه المسمى أدمون الى رفع لواء الثورة وعزره الجيتوليين. ولكن الرومان تمكنوا من اخماد ثورته. فرجع الامر الى نصابه، والحقت موريطانيا برومة. وذلك سنة (٤٢) م تقريبا.

____

ـ[صورة]ـ (ش - ٢٠) رسم بطليموس عثر عليه بشرشال

<<  <  ج: ص:  >  >>