للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان من قواد قيصر رجل يدعى أنطونيوس، وله شهرة ومحبة في قلوب العامة، فقام على الجمهوريين، وهيج العامة ضدهم. وكان لقيصر ابن أخ (أو ابن أخت) متبنيه يدعى اكتافيوس، وكان بأثينا يتعاطى المعارف، وهو حدث شديد الحماس داهيه في السياسة، فتظاهر باللين للجمهوريين، حتى ظنوا انه يكون لهم عضدا على انطونيوس، فأخذوا ينصرونه في خطبهم، ويطعنون في انطونيوس وبعد أن توصل الى رئاسة جند كبير طلب الى الشيوخ أن يولوه قنصلا فامتنعوا.

كان انطونيوس ينتصر لقيصر كي يحل محله، فلما ظهر اكتافيوس حسده، وكادت الحرب تقع بينهما، ولكنهما اصطلحا وضما اليهما ثالثا هو لبدوس، وكان واليا على الغاليا، اقتسم هؤلاء المملكة بينهم لمدة ثلاث سنوات، ووافقت الأمة على ذلك بالانتخاب العام، وذلك سنة (٤٢) ق. م.

ثم أن انطونيوس ذهب الى مصر التي كانت له، واستهوته كليوباطر (١) فشغل بها عن الملك. وصار ينوي احداث مملكة شرقية يورثها ابناء عشيقته، وبذلك زالت ثقة الرومان منه، ولبدوس جعل رئيسا دينيا، فبقي اكتافيوس يدير مملكة رومة وحده، لا ينافسه الا انطونيوس صريع تلك الغانية وفاقد ثقة الامة.

نجح اكتافيوس في سياسته، وأراد انطونيوس الظهور عليه بالحرب، فحاربه ولكنه لم ينجح فقتل نفسه سنة (٣٠) ق. م وفعلت كليوباطر فعله (٢) فاستراح اكتافيوس من عدوه، ثم قضى على


(١) يسميها ابن خلدون كلابطرة.
(٢) وبموتها انقرض ملك آل بطليموس من مصر. وقد كان تولاه بطليموس الاول سنة (٣٢٣) ق. م.
تولاه بطليمولر ألاول سنة (٣٢٣١) ق. م.

<<  <  ج: ص:  >  >>