الى ان قال: "بضواحيها نزلات متقطعة. وقد عثر على آثار بعضها بناحية الحامة).
وقد مر أن ميلة والسكيكدة والقل وجميلة كانت قرى صغيرة، ثم أصبحت مدنا عظيمة. ومن القرى التي عظمت على عهد الرومان وصارت مدنا: باغاية، مسكولة (خنشلة) لمبس، تمغادي، فتيرانروم (ديانة قدماء الجند) لمصبة (بالشمال الغربي من أوراس) جميلي، باديي (بادس).
والمدن التي كانت بالخط الصحراوي إنما رفع عمرانها الجند، لان الجندي الروماني إذا لم تثسغله الحرب فهو عامل نشيط.
والغرض من تأسيس المدن قرب مراكز الجنود المرابطة على الحدود المحافظة على تلك المراكز وتأمينها من روعات الهجمات الصحراوية.
والمدن الرومانية تنقسم خمسة أقسام:
١ - المدن البحرية وهي تجارية.
٢ - المدن العسكرية يسكنها الجنود، ولها أزقة واسعة.
٣ - المدن الفلاحية، أكثر من يسكنها البربر العملة في أراضي السادة الرومانيين.
٤ - عواصم أولية وثانوية، سكنها كبار الولاة، وبناؤها أفخم وخيراتها أكثر وعمرانها أوسع.
٥ - مدن النزهة، وهي لاصطياف الاسر العظيمة. ومن هذه المدن جميلة. قال بيروني: كانت المدن الرومانية على غاية من الرقي في الحياة والعمران. تيمغادي كان بها من السكان (٣٥) الف: وأكثر المدن يبلغ عدد سكانه نحو عشرة آلاف، أو خمسة أو ستة الى ثلاثين الفا. كل ذلك على سبيل التخمين. ولكل مدينة هيكلها