للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجلب من الخارج. وعندما تدعو الضرورة الى الاستزاد في الجيثس تطلب الحكومة من رؤساء البطون البربرية مددا نظير ما يعرف اليوم "بالقوم".

٤ - واما الحقوق فقد كان الرومان- سواء القادمون من إيطاليا أو من مستعمرات أخرى- لهم التفوق المطلق على جميع السكان، والبربر عندهم متساوون في فرض طاعة رومة عليهم واعتبارهم- كوطنهم- أداة لسعادتهم: يستغلون أرضهم الخصبة وابدانهم القوية. فكل ما كان للرومان من خدمة الاراضي للفلاحة وضخامة البناء للفخفخة والنزهة فهو على حساب الجهود البربرية.

وكانت حالة البربر على عهد الجمهورية أتعس منها على عهد الامبراطورية. ذلك بأن الجمهورية كانت في آخر دورها، فالولاة إنما كانوا يعملون لانفسهم لا للدولة، فتضاعف جورهم وكثر تعديهم.

وفي عهد الامبراطور طريانس (٩٨ - ١١٧) كان الولاة بأفريقية يبيعون الحق بالاثمان وفشا فيهم الجور، ذلك بأن هذا الامبراطور كان مشتغلا بحروب بعيدة عن افريقية. ضج الاهالي من سوء سيرة الولاة ورفعوا عقيرتهم بالشكوى الى رومة. وكان بها علماء أهل انصاف فأيدوهم وحكموا بأحقية مطالبهم. ولكن الحكومة لم تقض بغير عزل والي افريقية مريوس برسكوس.

وفي سنة (١٩٣) تولى سبتموس سويرس أمبراطورية رومة. وهو بربري أصله من طرابلس. فاعتنى بافربقية كثيرا وترك بها آثارا لم تزل الى اليوم. وكانت حاشيته وحرسه أكثرهم أفريقيون وبالغ في الاحسان الى أبناء جنسه حتى أنهم ربما تحدثوا بلغتهم في مجلسه الامبراطوري. قال مرسيي:

<<  <  ج: ص:  >  >>