للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"وترقى الأفريقيون على عهده وظهرت مواهبهم المدهشة برومة في الجندية والمحاماة. ولم يهمل البربر هذا الاحسان بل اعترفوا به، واحبوا الامبراطوس حبا جما بحيث لم تقع ثورة أيامه. ولما مات اتخذوه الها".

وبعد سويرس جاء ابنه قراقلا وسار سيرته وقابله البربر بالمعروف وبقي اسمه منقوشا على الاحجار.

قال مرسيي: "وفي سنة (٢١٦) أصدر قانونا بحرية البربر ومنحهم كل الحقوق التي للرومان. فصارت أفريقية ذات طبقتين فقط: الاحرار والعبيد. ولكن هذا القانون لم ينفذ. فلم يستفد منه البربر بل أضر بهم واستفادت منه الدولة الرومانية. بهذا القانون التحق البربر بالرومان في الواجبات الدولية من خراج وتجنيد، وبقوا كذي قبل في الحقوق السياسية". وهكذا القانون العادل إذا لم يجد ولاة عادلين ينفذونه انقلب أداة شر على الشعب. فعلى الأمة التي ساقها القدر إلى أن تكون تحت رحمة أمة أخرى- اذا رأت منها قوانين غير ملائمة لحياتها واستصدرت قوانين عادلة- ان تستصدر ولاة عادلين، ولا تكتفي بمراقبة الاحاكام عن مراقبة الحكام.

وإذا كان لبعض الاباطرة احسان الى البربر فان أكثرهم أساءوا اليهم. ولم يكن لاساءتهم من مصدر سوى التخلق بالجور أو حب الانتقام من قوم نصروا مترشحا الى الامبراطورية رجاء عدله، فتغلب عليه منافسه.

وإذا أجملنا لك في هذا الفصل سيآت الرومان اباطرتهم وولاتهم وملاكهم فان البربر يفصلون لك ذلك بما تقرأه عن ثوراتهم وما كانوا يقتحمونه لها من خسارة الانفس والاموال.

<<  <  ج: ص:  >  >>