قتل مكسمينس الامبراطور الاكسندر سويرس وانتصب مكانه فلم يرتض ذلك رومان قرطاجنة وأعلنوا بامبراطورية واليهم غرديانوس وانضمت اليهم الفرقة الثالثة. فسار والي موريطانيا ضد غرديانوس لفائدة مكسمينس، وهجم على نوميديا بعساكر كثيرة ومنظمة غاية النظام، ودخل قرطاجنة فنهبها وعاث في أفريقية فسادا.
ومنه ثورة سبيانوس والي أفريقية. وذلك انه بعد قتل مكسمينس سنة (٢٣٨) نصب مجلس الشيوخ مكانه غرديانوس الثالث حفيد الاول. فثار عليه هذا الوالي سنة (٢٤٠) ولقب نفسه امبراطورا. وكان والي موريطانيا من حزب غرديانوس. فتحارب هذان الواليان وامد غرديانوس تابعه. فانتصر والي موريطانيا وبلغ أن حاصر قرطاجنة، ولم تسلم منه الا بتسليم سبيانوس اليه.
وقد قاست رومة أهوالا شديدة من جراء التنافس على العرش الامبراطوري وقضت قرنا في الفوضى (١٩٢ - ٢٧٠). والجزائر مرتبطة بها فكان لها نصيبها من تلك الاهوال والحروب في عصر الفوضى وغيره.
٢ - وأما القسم الثاني فمنه غارة برابرة المغرب على عهد انطونان (١٣٨ - ١٦١). هجم هؤلاء المغاربة على المستعمرات الرومانية وعاثوا فيها فسادا. فأهم ذلك الرومان وضعفوا عن مقاومة الغائرين حتى قدم الامبراطور انطونان نفسه الى أفريقية وتولى رآسة الجيش. وبذلك تمكنوا من رد هذه الغارة الكبرى.
ومنه غارتهم على عهد كمودس (١٧٨ - ١٩٢) اذ تجدد سنة (١٨٨) وعجز رومان أفريقية عن رد تيارهم فاستغاثوا برومة. وكان هذا الامبراطور من عشاق الملاهي. فطلب من الشيوخ أن يمدوه بالمال ليذهب هو نفسه الى أفريقية. فلما أمدوه استعان به على ملاهيه،