وارسل الى أفريقية عوضه ضباطا. وفي سنة (١٩٠) انتهت هذه الغارة.
ولولا تحصين الحدود بانشاء المدن ومرابطة الجنود لم تسترح رومة ولا يوما واحدا من غارة الغربيين والصحراويين. على أن الصحراويين (الجيتوليين) كانت رومة- علاوة على تحصين حدودها منهم- تستميلهم بأساليب سياسية. وقد تستعين بهم لذلك في بعض المهام. وكانت تحيط المدن، أسوار امتناعا من أهل موريطانيا الغربية، وتتخذ الحصون بالاكمات.
٣ - واما القسم الثالث فمنه ثورة لسيوس كييتوس، وهو رجل بربري تسمى باسم روماني. وتقلب في الجيش الروماني. حتى منحه الامبراطور طريانس الرئاسة على جند. ثم ولاه على يهود فلسطين. فخدم رومة خدمات جليلة. ثم عاد الى افريقية فثار بها. واهتمت رومة لثورته لما تعلمه من مقدرته الحربية. ولكن دارت عليه الدائرة فقبض وقتل. وبقيت الثورة من بعده ملتهبة نارها. ولم تستطع رومة اخمادها الا بعد عناء كثير.
ومنه ثورة سكان جبال أوراس والجبال التي بين قرطة وسطيف، وجبل جرجرة. وكانت هذه الثورة في عصر الفوضى سنة (٢٦٥) وامتدت في كامل الوطن الجزائري. هجم هؤلاء الثائرون على المستعمرين الرومان خصوصا بجهات ميلة. وأهلكوا الحرث والنسل. ولم يتمكن الرومان من ايقافهم عند حد لكثرة الهرج برومة، اذ كانت الجنود تبيع منصب الامبراطورية لمن أغلى لها في المرتبات وقضى لها ما تبتغي من شهوات.
ومنه ثورة أرديون في سنة (٢٧٠) سمي بروبس واليا عاما لجنود أفريقية فنزل قرطاجنة. وفي تلك الاثناء أثار أرديون النوميديين