بايطاليا. وانتشاره كان بمساعدة اليهود الافريقيين واللغة اللطينية التي هي اللسان الرسمي للكنيسة.
وقد كان لليهود هجرات الى الوطن البربري أولاها على عهد الفينيقيين جلبوهم عندما أسسوا المراكز التجارية بشاطىء البحر الابيض لفضل حذق اليهود بالتجارة. وثانيتها بعد هلاك الاسكندر على عهد بطليموس صاحب مصر، اذ حاصر هذا الملك بيت القدس وشرد اليهود منها فانتقل بعضهم الى الشمال الافريقي وذلك سنة (٣٢٠) ق. م. وثالثتها على عهد الامبراطور ادريانس اذ نقل الى المغرب بعضهم من بيت المقدس وبعضهم من برقة.
لبثت المسيحية بافريقية تحت جناح من الظلام لا يعلم لها تاريخ حتى بداية القرن الرابع. والمعلوم عنها في هذه المدة كلها هي احاديث الاضطهاد، وانعقاد مجمعين للأساقفة احدها أواخر القرن الثاني اشتمل على سبعين أسقفا من افريقية ونوميديا والثاني سنة (٢٤٠) حضره تسعون أسقفا.
وجدت الطبقة المستعلية في تعاليم هذا الدين ما ينافي كبرياءها وجورها واستعبادها للضعفاء فعارضته. واستعمل الاباطرة قوتهم في اخفات صوته واعتدوا على المتمسكين به حتى أن من سلم منهم من القتل لا يسلم من السجن. وكان سبتموس سويرس أشد الاباطرة وطأة على المسيحيين.
وقد قابل رؤساء الكنيسة تلك الاعتداءات بكل شجاعة وثبات. وكان رجال من البربر وقفوا حياتهم لنشر هذا الدين ومات منهم عظماء في سبيله.
لم يزل رجال هذا الدين يقاسون الاضطهادات الامبراطورية- وقليل من الاباطرة من خلاهم ودينهم مثل نربا (٩٦ - ٩٨) حتى ظهر