هكذا انتهت حياة فرموس أما أخوه جلدون فقد بقيت العلائق حسنة بينه وبين ثأودوسيوس، والمكاتبة سائرة بينهما. وكانت له بنت تدعى "صلفينة" ربيت مع أبناء ثأودوسيوس. وتولى هو خطبتها لبعض قرابته فزوجها أبوها، وأصبحت بالقسطنطينية. وتقوت بذلك العلاقة بين الزعيم البربري والامبراطور الروماني.
وفي سنة (٣٨٧) سمي جلدون رئيسا أعظم على فيلقين رومانيين وفي سنة (٣٩٥) توفي ثأودوسيوس. واقتسم مملكته ابناه ارقاديوس على الجهات الشرقية قاعدته القسطنطينية وهنوريوس على الجهات الغربية قاعدته رومة.
هنالك تبين ان جلدون لم يكن محبا للرومان رغم حظوته عند أمبراطورهم. وأعلن الحرب على هنوريوس. وقطع عن رومة ما كانت تستورده من حبوب أفريقية. وعطله بقرطاجنة.
تهيأ وزير هنوريوس الى حرب جلدون وتهيأ الدونتسيون لنصرة جلدون. وشقي الكاثوليك اذ ذاك لانهم من دعاة السادة الاجنبية.
وفي هذا الحين ذهب مسيزال الى ايطاليا ولم يعلم مراده فظنه جلدون يتجسس عليه للرومان، فقتل له ولدين، وتظاهر بخضوعه للامبراطور.
وجد وزير هنوريوس في قتل ولدي مسيزال أحسن فرصة للانتقام من جلدون. فكلف مسيزال بحربه وأعطاه خمسة آلاف جندي.
وكان لجلدون من الجنود سبعوق ألفا. وتقابل الاخوان بجيوشهما نواحي تبسة. وأعجب جلدون بكثرته فلم ينظم جيشه وخفي عليه ان النظام هو القوة. فانهزم جمعه وفر هو قاصدا