كراهيتهم للرومان بالقول والفعل. فمن أقوالهم المأثورة في ذلك:"نقبل رومة في أفريقية بشرط ان تضيفنا اليها" ومن أفعالهم كثرة ثوراتهم التي لم تنحسم مادتها من عصر تقفاريناص الى عصر جلدون.
وقد ظلت جهات محافظة على استقلالها وسط الحكومة الرومانية وهي جبال أوراس وجرجرة ووانشريس، وقد كانت هذه الجهات هي مادة تلقيح الحركة الاستقلالية. ومن وصايا بعض السياسيين الرومانيين:"لا تتم طاعة أية أمة ما دامت حولها أمم غير مطيعة. وإذا أردت ان تحمل أمة على الاستعباد فانزع من بين عينيها منظر الحرية".
وقد عد بعض المؤرخين من الاغلاط الرومانية تركهم لهذه الجهات استقلالها. وعندي ان هذا يعد من الرومان عجزا لا غلطا. فانهم ما كانوا ليمنوا على البربر بمساواتهم لهم في الحقوق فكيف يتركون لبعضهم استقلالهم لو وجدوا الى ذلك سبيلا؟
وإذا بحثت عن علة سقوط حكومة الرومان بالجزائر فلن تجد لذلك غير ضعف الحاكم ونفور المحكوم منه.
اما ضعف الحاكم فهو ضعف مادي وأدبي. وأما نفور المحكوم فبعضه ناشئ من الطبيعة البربرية وبعضه من معاملة الرومان. ونحن الآن نوضح هذه النقط بايجاز:
أ- ضعف الرومان المادي: ظهر هذا الضعف في السلطة المركزية والجندية والعمران.
١ - اما السلطة المركزية فقد كانت تنتابها بين آونة وأخرى - علاوة على الحروب الخارجية- الفتن الداخلية الناشئة من تنافس العظماء على عرش الامبراطورية. وامتاز عصر ما بين سنتي (١٩٢ - ٢٧٠) بتداخل الجنود في اسناد الامبراطورية لمن وافق هواهم حتى عرف بعصر الفوضى. وبلغ من التلاعب بها أن انتقل مركز