السلطة من رومة الى قرطاجنة سنة (٢٣٧) على عهد غرديانس الاكبر، وبقي سرير الملك شاغرا بعد سنة (٢٥١) مدة عامين.
وفي عصر ديوقلطيانس بلغ من عجز السلطة المركزية أن قسمت الممالك الرومانية أربعة أقسام على رأس كل قسم متصرف مطلق.
وما زال سرير الامبراطورية يطفو ويرسب حتى جلس عليه ولنتنياس الثالث سنة (٤٢٣) وكان غلاما ابن ست سنوات، فقامت أمه مقامه. وكان بونيفاس واليا عاما بأفريقية حاذقا في ادارته مخلصا لدولته. وله منافس يدعى ايتيوس، وهو قائد عام. فأوغر عليه صدر بلاصيدية أم الامبراطور الصبي، وروج عليها انه عازم على الاستقلال، وقال لها: ارسلي اليه ليحضر لديك، فان امتنع فتلك آية صدقي. وأرسل اليه أن الامبراطورة تريد قتلك. فلما أرسلت اليه لم يحضر، واذ ذاك ايقنت صدق ايتيوس، فعزلته سنة (٤٢٧) فرفض عزلها. ووجهت اليه الجنود، فهزمها. ودخل الوالي والامبراطورة في حرب، ولما خشي الغلب راسل الوندال في الاعانة على أن يمنحهم من وادي مساغا الى آخر ما يملك الرومان بالشمال الأفريقي غربا. فصادف ذلك هوى في نفوس الوندال ولبوا مسرعين.
٢ - واما الجندية فأخذ شأنها يضعف منذ امبراطورية سبتموس سويرس اذ أذن للجنود المرابطة على الحدود بالاقامة مع أزواجهم خارج المراكز الرباطية بصفة مستمرة، حتى أصبحت تلك المراكز اما مختزنات للسلاح والمؤن واما ساحات لتمرين الجند.
وفي سنة (٢٣٧) انتصب غرديانس الاكبر امبراطورا بقرطاجنة باعانة الفرقة الثالثة. فلما انتصر عليه مكسمينوس انتقم منها. قال مرسي:"وربما قضى عليها لمساعدتها غرديانس".