لحرب جنسريق. ورأى هذا الملك عجزه فصار يناوشهم القتال، ويبث فيهم الجواسيس، ويسعى في تفرقتهم. فتم له الفوز. واكتفى الجيشان من الغنيمة بالاياب. فعادا الى القسطنطينية سنة (٧٠).
وفي سنة (٤٧٦)(١) عقد معاهدة مع امبراطوري الشرق والغرب على ان لا يحارب أحد منهما مملكته ويعترفا بانه ملك أفريقية. وهكذا ظل منصورا في كل مواقفه حتى أدركه حمامه.
٢ - هنريق (٤٧٧ - ٨٤): انتصب مكان أبيه. ولكن لم يخلفه في تدبيره ودهائه. فقد كان ضعيف السياسة شديد القسوة سفاكا للدماء. ولم ينج من بطشه حتى أقاربه وحاشيته. ويكفي أن نسوق حكاية واحدة عن أسقف قرطاجنة الاريوي ذهب اليه ليعظه ويرقق قلبه. فجازاه بأن حرقه أمام الناس؟
ولسوء سياسته انسلخ عنه أكثر الجهات. وانحصرت دولته في السواحل وبعض دواخل الوطن.
٣ - غندامند (٤٨٤ - ٩٦): هو ابن جنصون. انتصب مكان عمه. ووجد الدولة في خطر من جراء سياسة عمه. فحاول ان ينهض بها، ويكبح جماح الثوار. فلم يأت بشيء. وكان كسلفه مشتدا على الارثذوكس. فأدرك ما في ذلك منن ضرر بالسياسة، ورجع عن شدته، وأعاد المنفيين منهم، ورجع اليهم أملاكهم.
٤ - تراسمند (٤٩٦ - ٥٢٣): انتصب مكان أخيه. واشتد على الارثذوكس. وحسن علائقه مع القوط. وتزوج بأخت ملكهم.
٥ - هلدريق (٥٢٣ - ٣١): هو ابن هنريق. انتصب مكان ابن
(١) في هذه السنة سقطت مملكة الرومان الغربية. قضى عليها أداقر ملك الهيرول. واستولى على ثلثي ايطاليا. واصطلح مع جنسريق. واقتسما صقلية.