عمه. وكان حييا محبا للسلم. وخالف سياسة اسلافه: فرفع الاضطهادات عن الارثذوكس، وأعلن بدخول دولته تحت سيادة يستنيان امبراطور القسطنطينية، وصار يرسم على نقوده صورة هذا الامبراطور، وقطع علائقه مع القوط بقتل أخت ملكهم زوجة تراسمند لانها سعت في تدبير ثورة ضده.
ولم يرتض الوندال سياسته هاته، فثاروا عليه، وأودعوه السجن، فلم يزل به حتى قتل سنة (٣٣).
٦ - جلمير (٥٣١ - ٥٣٤): هو حفيد جنصون. كان في دولة هلدريق رئيسا للجنود ومكلفا بحرب بربر الغرب. وله تأثير على الجنود. فكانوا يحبونه. ولما رأى انحراف الوندال عن ملكهم داخل جنوده في الثورة عليه. فأجابوه بالامتثال. فثار عليه، وأودعه السجن، وانتصب مكانه.
بلغ خبر هذه الثورة يستنيان، فامتعض لها. وارسل الى جلمير: ان سرح هلدريق، واعد له كرسيه. فكان جواب هذه الرسالة التشديد على هلدريق حتى لا يعد جلمير مثله خاضعا ليستنيان. ولما رأى الامبراطور اصرار جلمير على سياسته ارسل اليه ثانية: ليسرح هلدريق، وليأذن له في الالتحاق به. وان لم يفعل فالحرب. فأجابه جلمير عن هذه الرسالة بقوله:"اني لم أتول الملك بالقهر .. وهلدريق كان صاحب دسائس في الاسرة. وحنق الوندال كلهم عليه هو الذي أسقطه. فبقي الكرسي شاغرا فجلست عليه بوجه شرعي، لاني أكبر الاسرة". وقال جوابا عن تهدده له بالحرب:"الملك الحكيم هو الذي يشتغل بحكومته. ولا يمد طرفه الى ما هو خارج حدودها. ولا يتداخل في شؤون الدول الاخرى. وإذا أردت قطع ما بيننا من المعاهدات فاني معذور في مقابلتك بالمثل".