للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

افريقية. فقدمها سنة (٦٢) (٦٨١) م وانتقم من ابي المهاجر. فاعتقله. ونكب صاحبه كسيلة. وخرب مدينته. وعمر القيروان من جديد. ثم أخذ في غزو الروم والبربر.

بلغ مدينة باغاية. والتقى هنالك بجموع البربر والروم. قال البكري: "فدارت بينهم حروب عظيمة. وكانت الدبرة فيها على أهل باغاية. فهزمهم عقبة بن نافع. وقتلهم قتلا ذريعا. ولجأ فلهم الى الحصن. وغنم منهم خيلا لم يروا في مغازيهم أصلب ولا أسرع منها، من نتاج خيل أوراس. فرحل عنهم عقبة. ولم يقم عليهم كراهة ان يشتغل بهم عن غيرهم " (١).

ومنها توجه الى لمبس (تازولت). واشتد دفاع الروم والبربر عنها. وكان النصر حليف العرب. ثم سار الى الزاب. وسأل عن أعظم مدنه. فقيل له: مدينة أربة (٢) فقصدها. وبلغها عشية. ومن الغد هجم عليها. وكان البربر قد هابوه والتجأوا الى حصونهم. فلما هجم عليهم دافعوه. واستعر القتال بين الفريقين. ثم انجلى عن


(١) المغرب ص١٤٥.
(٢) نقل الكعاك بهامش موجزه عن اليعقوبي: أنها آخر مدن الزاب مما يلي المغرب، وعن النويري: أنها قصبة الملك ومجمع الامراء، حولها نحو ثلاثمائة وستين قرية آهلة عامرة. وقال ابن خلدون: انها قاعدة الزاب (٤: ١٨٦).
وبعمالة وهران قرية قديمة تدعى أربة، وأخرى حديثة تدعى كذلك أيضا. ويعبرون عن ثنيتهما بلفظ أربوات. وحولهما قرى كثيرة متقاربة، بعضها عامر وبعضها خرب. وهما يبعدان عن تيهرت بنحو ثلاث مراحل الى الجنوب المغربي.
والظاهر أن أربة القديمة التي بعمالة وهران اليوم هى المرادة. وليس في عبارة المؤرخين ما ينافي ذلك سوى قول ابن خلدون: إنها قاعدة الزاب. ولا يبعد أن يكون غالطا في هذا التعبير.

<<  <  ج: ص:  >  >>