وقد أخذ الاسلام يظهر بالمغرب بين البربر لاول ما غزاهم العرب. فقد أسلم صولات بن وزمار أحد ملوكهم على يد الخليفة الثالث. وسرحه لقومه. ولا شك انه قد عمل لنشر الاسلام بينهم لما عاد اليهم.
وفي ولاية عقبة بن نافع الاولى التي وضع فيها أساس الفتح العربي كان الاسلام منتشرا جدا. قال ابن خلدون:"فدخل افريقية. وانضاف اليه مسلمة البربر. فكبر جمعه .. ودخل أكثر البربر في الاسلام، واتسعت خطة المسلمين. ورسخ الدين "(١).
وفي ولاية ابي المهاجر اسلم كسيلة من ملوكهم. وكاد الاسلام يعم المغرب أجمع في ولاية عقبة الثانية لولا اساءته لكسيلة. تلك الاساءة التي انتجت قتله ووقف سير الفتح العربي.
ولما فتح حسان جبل أوراس أسلم أهله، واتخذ منهم جيشا اسلاميا. ولما فتح موسى بن نصير طنجة عام (٨٨) ولى عليها طارق بن زياد. وأنزل معه آلافا من العرب والبربر. وأمر العرب أن يعلموا اخوانهم البربر القرآن وفقه الدين.
واذا كان من البربر من قبل الاسلام عن علم واعتقاد راسخ فان جمهورهم انما قبلوه لما رأوا من قوة الجند العربي، وأنه لا يسلم من سيوفهم الا من أسلم أو دفع الجزية. فاختاروا الاسلام لما فيه من عز. وأنفوا من الجزية لما فيها من صغار. ولذلك كانوا اذا جاءتهم جنود العرب أسلموا، واذا رجعت عنهم ارتدوا. ويروى عن ابن أبي زيدانة قال: ارتد البربر اثتني عشرة مرة.
ولما فتح الاندلس وثبتت قدم الامارة العربية بالمغرب وخالط البربر العرب ثبتوا على الدين. ثم لما أرسل الخليفة عمر بن عبد العزيز