اسماعيل بن عبيد الله واليا على المغرب ارسل معه عشرة من التابعين يعلمون البربر الدين ولغته. فعم الاسلام البربر. ولم يقف دون قلوبهم.
وقد أختارت بقايا الرومان والروم بالمغرب البقاء على المسيحية وقبول الجزية. فترك لهم العرب حريتهم الدينية. وقال غروت:"والباقون على المسيحية جبرهم عمر بن عبد العزيز سنة (٧١٩) على الاسلام أو الخروج من المغرب. فهاجر كثير منهم الى أروبا. ولكن أكثرهم أسلموا. ولم يبق بالمغرب مسيحي غير المعتصمين بشواهق الجبال. وهؤلاء بطول المدة أسلموا. وحسن اسلامهم".
وظاهر ان المعتصمين بشواهق الجبال من البربر، والمهاجرين الى أروبا من غيرهم. وما يظهر منكلام غروت من ان الاسلام عم جميع أهل المغرب على عهد عمر بن عبد العزيز صحيح تؤيده أقوال مؤرخي العرب والافرنج. وما صرح به من نقض ذلك الخليفة لحكم الجزية غير صحيح: اذ لم يذكره احد من مؤرخي العرب. بل كلهم مجمعون على انه كان ذا عدل ووقوف عند احكام الشريعة الاسلامية. فلا يعقل أن يخالفها في حكم من أوضح أحكامها، فلا يقبل الجزية من مسيحي. بل انه يقبلها ويحترم أهلها. وقد سمى العرب أهل الجزية ذميين، نسبة الى الذمة التي هي عهد يستوجب مضيعة الذم. وهم معروفون قبل الاسلام وبعده بالمحافظة على العهود. والظاهر ان هجرة المسيحيين اذ ذاك انما كانت منهم اختيارا. رأوا انتشار الاسلام ورسوخه بهذا الوطن، ففروا الى حيث يأمنون على ذريتهم سريان الاسلام اليهم.
كان البربر أولا يظنون ان هذا الدين آلة بيد العرب يخضعون به الامم لسلطانهم، ويفرض طاعة العرب على من سواهم. فكانوا