اذا ثاروا على العرب ثاروا سياسيا ودينيا. وفي خلفة عمر بن عبد العزيز فقهوه حق الفقه، وأدركوا أنه أداة سعادة للبشر عامة، وليس من تلازم بين العرب والاسلام. فأذعنوا له اذعانا أورثوه أعقابهم الى الابد. وصاروا اذا ثاروا على العرب ثاروا سياسيا فقط.
ان ظهور الاسلام بالمغرب لاول غزو العرب له، وانتشاره من بعد، وتمكنه من قلوب البربر في أمد قليل- لشيء عجاب في تاريخ البربر. فقد رأيناهم قبل متساهلين في المعتقد لا يصعب عليهم الانتقال من وثنية لاخرى أو ديانة سماوية لغيرها. واليوم رأيناهم ثابتين على الاسلام ثبوتا لا يضعفه مرور المئات من الاعوام.
يسند بيروني سرعة اقبال البربر على الاسلام الى ثلاثة أسباب:
١ - تساهل البربر في المعتقد.
٢ - بساطة العقيدة الاسلامية.
٣ - انتشار الفوضى الى درجة لم تبق معها فكرة قارة تعارض فكرة الاسلام.
ولعل هذه الاسباب ترجع الى الاعتذار عن انهزام المسيحية أمام الاسلام. والسبب الاول حجة للاسلام حيث ان البربر المعروفين بالتساهل الديني ثبتوا على هذا الدين القرون العديدة، رغم عواصف الجهل وزوابع الفتن الكاثوليكية والبروتستانية. والسبب الثاني صحيح في نفسه. ولكن لوكان عدم اقبال البربر على المسيحية لكونها معقدة العقيدة لكانوا يفهمونها بطول المدة. فقد عاشت بينهم قريبا من سبعة قرون لا مزاحم لها. والسبب الثالث اعتراف بضعف المسيحية بهذا الوطن، وانها على طول أمدها لم توجد به فكرة قارة.
أما غروت فقد علل سرعة اسلام البربر بما يرجع الى ثلاثة أشياء: