للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حبيب. فتقاتلا. ثم اصطلحا واتفقا جميعا على حرب الثوار من البربر. وبعد استشهاد حبيب فر ولده عبد الرحمن الى الاندلس.

وفي سنة (١٢٦) عاد عبد الرحمن بن حبيب الى المغرب. ونزل بتونس. ودعا أهالها الى طاعته. فلبوه. وبلغ ذلك حنظلة. فتعفف عن اراقة الدماء. وتحرج من تفريق الكلمة. فأرسل طائفة من وجوه الجند الى عبد الرحمن يدعونه الى الطاعة. فأوثقهم في الحديد. وذهب بهم ليفتح القيروان. وأرسل الى أوليائهم يحذرهم قتاله، ويهددهم بقتل من تحت يده ان هم حاربوه. فأشفقوا على أشرافهم وأمسكوا عن القتال. ولما رأى حنظلة عناد عبد الرحمن وعدم مبالاته بالوحدة العربية ترك له القيروان. وعاد الى المشرق سنة (١٢٧).

ضبط عبد الرحمن المغرب. وقاتل ثوار البربر وانتصر عليهم. وزحف سنة (١٣٥) الى جموع من البربر بنواحي تلمسان. فظفر بهم. وغزا صقلية وسردانيا. وكتب الجزية على أهلهما. ولكن انقسام العرب ما زال يفتك بهم. فقد ثار عليه أخوه الياس بن حبيب. وقتله سنة (١٣٧) واستولى على المغرب مكانه. ونجا الى تونس ولد لعبد الرحمن اسمه حبيب. فثار على عمه. وقتله سنة (١٣٨). وكان عبد الوارث بن حبيب مظاهرا لاخيه الياس. فلما قتله- جيب طلب عمه عبد الوارث هذا. ففر منه الى ورفجومة من افخاذ نفزاوة احدى بطون لواتة. واستجار بهم. فأجاروه. وذهب حبيب لقتالهم. فهزموه. واحتلوا القيرواق. ثم قتلوه سنة (١٤٠).

واستولى على القيروان عبد الملك بن أبي الحعد الورفجومي. وسار في العرب سيرة العسف والظلم. فافترقوا في النواحي. وشاع خبرهم في الآفاق. وكان بنواحي طرابلس ابو الخطاب عبد الاعلى ابن السمح من وجوه العرب. فقام على وفجومة منكرا لعسفها.

<<  <  ج: ص:  >  >>