وفي سنة (١١٤) ولي على المغرب عبيد الله بن الحبحاب. وتوسع في الفتوحات برا وبحرا. ونصب عماله في الجهات. فكان بعضهم يجور على البربر. فثار أهل المغرب الاقصى على عاملهم بطنجة. وقتلوه من غير أن يشتكوا به الى أميره. فرأى عبيد الله بن الحبحاب ان هذا ثورة على الدولة نفسها. فأرسل اليهم الجنود. وتقاتلوا بأحواز طنجة. ثم تحاجزوا. واجتمع البربر من بعد على رئيسهم خالد بن حميد الزناتي. فأرسل اليه ابن الحبحاب الجنود بقيادة خالد ابن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري. والتقى الجمعان على وادي شلف. فقتل خالد وجماعة من وجوه العرب. وانهزم الجيش العربي. وسميت الوقعة وقعة الاشراف.
بلغ الخبر الخليفة هشام بن عبد الملك. فاستضعف بن الحبحاب وعزله. وأرسل الى المغرب كلثوم بن عياض القشيري. فدخله في سبعين الف مقاتلا. وكان بتلمسان حبيب بن أبي عبيدة أبو خالد المقتول مواقفا للبربر. فلحق به كلثوم. وزحف الجميع لقتال البربر. فكانت الغلبة لهم أيضا. وقتل كلثوم وحبيب. وتفرق جيثسهما أيادي سبا.
ولما بلغ خبر هذه الخيبة الى هشام وجه الى المغرب حنظلة بن صفوان الكلبي. فقاتل الثوار وانتصر عليهم. وسكن المغرب أيامه، لكن سكونا موقتا.
وبينما البربر يعملون لاسترداد استقلالهم اذ بالعرب يختلفون ويتقاتلون فيما بينهم على مرأى ومسمع من البربر. وابتدأ دور هذه الرواية حبيب وكلثوم. فان كلثوم لما نزل القيروان أساء الى أهلها. فشكوه الى حبيب وهو بتلمسان. فكتب اليه حبيب ينهاه ويتوعده. فأصرها في نفسه. وذهب لقتال البربر مارا بتلمسان. فابتدأ بقتال