المغرب أجمع بيد أهله البربر الذين لم يتمرنوا بعد على النظام. فاضطربت الاحوال.
عرف البربر من مذاهب الخارجية الصفرية والاباضية. وكانت الاولى منتشرة في الجهات الغربية والثانية غالبة على النواحي الشرقية. وكان أظهر القبائل في الاخذ بالخارجية والدفاع ءنها زناته وهواره في قبائل دونها كثرة وغناء. وكان موطن الخارجية الصحراء والهضاب. وابتعدت كلما شرقت عن السواحل الجزائرية. فلم تدخل موطن كتامة ودخلت أطراف صنهاجة ولم تطل فيهم.
ولما تغلب آل عقبة على المغرب ووليه منهم حبيب بن عبد الرحمن ابن حبيب بن أبي عبيدة ازداد حبل الامن بالمغرب اضطرابا. فان عبد الوارث بن حبيب ثار على ابن أخيه ولحق بورفجومة. ونزل على أميرهم عاصم بن جميل بأوراس. وكان كاهنا. فأجاره واجتمعت اليه نفزاوة. وكان من رجالاتهم عبد الملك بن أبي الجعد ويزيد بن سكوم وكانوا على رأي الاباضية. وخرج حبيب من القيروان لقتالهم. فهزموه الى قابس. واستولوا على القيروان واستهانوا مساجدها. ثم أخرجوا حبيبا عن قابس فلحق باوراس. وأجاره أهله. وجاء عاصم لقتالهم. فهزموه. ثم قام بأمر ورفجومة والقيروان من بعد عاصم عبد الملك بن أبي الجعد. فقاتل حبيبا حتى قتله. واستولى على القيروان سنة ١٤٠ وقتل من بها من العرب وربط الدواب بالمسجد.
وكان ابو الخطاب بن السمح الاباضي بطرابلس بين بربرها من هوارة وزناتة. فبلغته مناكر ورفجومة. فقام منكرا عليها. وقصد القيروان بجموعه. فقاتل ورفجومة ونفزاوة. وقتل عبد الملك. ثم بلغه أن المنصور العباسي جهز جيشا لحرب خوارج المغرب. فعاد الى طرابلس لقطع مدد الخليفة عن افريقية. وترك بالقيروان عبد