للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرستميين الى الامة البربرية في الحث على الطاعة والتمسك بالدين، وعقود ولايتهم لعمالهم بطرابلس. وقد أثبت الباروني نصوص رسائل وعقود. وكانت العربية لسان علومهم وآدابهم أيضا. اذ جل عنايتهم بالعلوم الدينية التي لا لغة لها غير العربية.

ولم تفكر الحكومة الفارسية في نشر اللغة الفارسية او اتخاذها لغة رسمية اذ لا داعي لذلك لا من حيث الدين ولا من حيث السياسة. فالدين لغته عربية. وكون بني رستم في غير وطنهم بين قوم اشداء في عصبيتهم مما يدعوهم الى اعفاء العصبية الجنسية واحياء الرابطة الدينية التي لا يجمعهم بالبربر غيرها.

واقتدت الامة البربرية بحكومتها- والناس على دين ملوكهم- في العناية بالعربية وعلومها وآدابها. ولم يصدهم عنها ثورتهم على الحكومة العربية لان الثورة اسبابا يغبط جدا من يجعل من بينها عداء البربر للعرب جنسيا أو دينيا أوعلميا اذ ليست فكرة عداء العرب والعربية موجودة لدى الامم الاسلامية يومئذ. وانما هي وليدة عصرنا الحاضر. تستر بها الملحدون توصلا لهدم التعاليم الاسلامية ويأبى الله الا أن يتم نوره ولو كره الملحدون.

وعاشت البربرية مع العربية عيشة العامية اليوم مع الفصحى. وكان من البربر شعراء بالبربرية مجيدون نظير ما نسمع اليوم من قصائد عامية بليغة. والفت بها التآليف الدينية حرصا من رجال الدين على ايصال عقائده وعباداته الى العامة اذ لم يكن البربر يحسنون - طبعا- جميعهم العربية.

وكان بالمملكة التيهرتية مذاهب غير الاباضية. منها الصفرية. كان لهم حصن تالغمت (يدعى اليوم تيلغمت. وهو وسط بين الاغواط وغرداية). والواصلية. مجمعهم قريب من تيهرت. يسكنون بيوت

<<  <  ج: ص:  >  >>