الشعر. ويعتدون في نحو ثلاثين الفا. والعراقيون الشهيرون بالرأي والقياس والحجازيون الشهيرون بالسنة والاثر.
ولهذه الطوائف مساجدها وعلماؤها وحلق دروسها. وكانوا بتيهرت يجتمعون للمناظرة والمباحثة في دائرة الادب وقانون العلم بغاية الحرية. قال ابن الصغير:"ومن أتى الى حلق الاباضية من غيرهم قربوه وناظروه ألطف مناظرة. وكذلك من اتى من الاباضية الى حلق غيرهم كان سبيله ذلك". وقال متحدثا عن الاباضيين:
" ولا يمنعون أحدا من الصلاة في مساجدهم ولا يكشفونه عن حاله. ولو رأوه رافعا يديه، ما خلا المسجد الجامع فانهم اذا رأوا فيه من رفع يديه منعوه وزجروه فان عاد ضربوه". قال الباروني: والمسجد الجامع هو مسجد الامام. ولعلهم يفعلون ذلك بغير اذنه وعلمه. يريد ان ذلك من متعصبة العامة التي كثيرا ما تنصر دينها بما تأباه مبادي ذلك الدين نفسه.
أصبحت تيهرت معدن العلم والادب ومحط رحال الطلبة حتى قال فيها أبو عبد الله البنا:"يفضلونها على دمشق وأخطأوا وعلى قرطبة وما أظنهم اصابوا". ولست أشك في انها دونهما ولكن حضورها في الذهن بحضورهما يكفي دليلا على تقدمها ورقيها.
وقد نسب اليها علماء كثيرون في مختلف الفنون. ذكر البارني طائفة منهم. والفتن التي استمرت بتيهرت أواخر الحكومة الرستمية وبعدها ترشد الى أن أن الذين آثارهم أكثر من الذين عرفوا. فمنهم أبو الفضل أحمد بن القاسم التميمي البزاز. روى عنه أبو عمر بن عبد البر وغيره. ومنهم الشيخ أبو سهل. كان أفصح أهل زمانه في اللسان البربري. ألف به تآليف احترقت في بعض الفتن. وتولى خطة الترجمة للامامين أفلح ويوسف. ومنهم أبو عبيدة