هذه طريق اشير الى تنس. وهناك طريق أخرى قال فيها البكري:"وان أردت طريق الساحل من تنس الى اشير زيري فمن تنس الى بني جليداسن مدينة لطايفة لمطغرة يسكنها الاندلسيون والقرويون ولا يدخلها برقجاني من وقت غدرهم بها وهي بلدة طيبة بها عيون عذبة. وهي مطلة على فحص شلف. وهناك مدينة شلف على نهر بها سوق عامرة. تعرف بشلف بني واطيل لزواغة. ومنها الى بني واريفن".
وذكر طريقا أخرى بين القيروان وتنس. فقال:"من القيروان الى مدينة الغزة على ما تقدم. ثم منها الى مدينة تاجنة، وهي مدينة سهلية آهلة عليها سور. وبها جامع، سكانها برقجانة. وحولها كزناية، ومنها الى تنس".
ومدينة الغزة هي المعروفة اليوم بغليزان. وتاجنة هي التي سماها الادريسي بلدة التين لكثرة شجره بها. وذكرها على مرحلة من تنس. وذكر سوق ابراهيم متوسطة بين الغزة وبلدة التين. وسوق ابراهيم حيث مصب نهر اسلي في شلف.
وتنس هي قرطنة الفينيقية: وقد خربت قديما. وانتقلت العمارة الى تنس الحديثة. قال البكري: "بينها وبين البحر ميلان. وهي مسورة حصينة. داخلها قلعة صغيرة صعبة المرتقى. ينفرد بسكناها العمال لحصانتها. وبها مسجد جامع واسواق كثيرة. وهي على نهر يسمى تناتين ياتيها من جبال على مسيرة يوم. ياتيها من القبلة. ويستدير بها من جهة الجوف والشق. ويريق في البحر. وبها حمامات.
وهذه تنس الحديثة اسسها البحريون من أهل الاندلس منهم الكركرني وابو عائشة والصقر وصهيب وغيرهم. وذلك سنة ٢٦٢ ويسكنها من أهل الأندلس أهل البيرة وأهل تدمير. واصحاب تنس