وابراهيم ظاهر اليعقوبي انه كان بسوق ابراهيم، وخلفه بها ابنه عيسى، فتكون المدينة منسوبة اليه، وقال غيره:"كان ابراهيم بتنس وخلفه ابنه محمد ثم يحيى بن محمد ثم علي بن يحي، ولابراهيم ولد آخر يدعى عيسى كان مع أخيه محمد بتنس، ومن ولده ابراهيم المنسوب اليه سوق ابراهيم "، وما لليعبقوبي هو الظاهر لان سوق ابراهيم كانت اعمر من تنس.
وحسن. قال التنسي كان بتاهرت، وظاهر انه أراد ناحيتها، ولا نعلم أي مدينة كان فيها، وخلفه ابنه حناش ثم بطاش بن حناش، ولا نعلم عن هذا الفرع أكثر من هذا كما انا لم نعلم شيئا عن الاخوين الباقيين وهما عبيد الله وعبد الله.
وقد رأينا ان نشرح من الحال المدن السابقة مما عثرنا عيله ما يبين الموقع والاهمية تاركين الحديث عن المراسي الممتدة شمال هذه الممالك مثل وهران وعين فروج وقصر الفلوس لكثرتها وطول الحديث عنها، فاما مدكرة فلم نجد لها ذكرا ولا ما يقارب لفظها غير كلمة زكار اسم جبل مليانة فان لم تكن مدكرة هي مليانة فقريبة منها، قال البكري:
" تسير من سوق كرام الى مليانة، وهي مدينة رومية فيها آثار وهي ذات أشجار وانهار تطحن عليها الارحاء، جددها زيري بن مناد واسكنها ابنه بلقين (خليفة العبيديين بالقيروان) وهي عامرة، ومنها الى مدينة الخصراء، وهي مدينة كبيرة على نهر خرار عليه الارحاء، واذا حمل دخل المدينة، وحولها بساتين كثيرة، ويكتنفها من قبائل البربر مدغرة وبنو دمر ومديونة وبنو واريفن، ومنها الى مدينة بني واريف، وهي قديمة، لمطغرة، على نهر شلف، بها حوانيت، وحولها مسارح واسعة كثيرة الكلأ، ومنها الى مدينة قارية، ووهي مدينة لطيفة ذات أعين كثيرة وهي في سفح جبل. ومنها الى مدينة تنس "