في سنة ٣١٥ بعث عبيد الله المهدي ابنه أبا القاسم لاخضاع المغرب. فافتتح بلد نكور. ونازل الحسن صاحب جراوة وضيق عليه وفي سنة ٣١٩ زحف موسى بن ابي العافية بدعوة العبيديين الى تلمسان وغلب عليها الحسن. قال ابن خلدون:"ففر عنها الى مليلة. وبني حصنا لامتناعه بناحية نكور. فحاصره (موسى) مدة. ثم عقد له سلما على حصنه" قال السلوي: "وكان عقد السلم في شعبان سنة عشرين وثلاثمائة". وفي هذه السنة أخذ موسى بدعوة الناصر الاموي.
وفي سنة ٣٣ جهز أبو القاسم بن المهدي عسكرين أحدهما إلى فاس بقيادة ميسور الخصي. والآخر ارسله مددا لميسور بقيادة صندل الفتى الاسود. قال البكري:"فخرج صندل من المهدية في جمادى الاخيرة سنه ٣٢٣ فوصل جراوة الحسن بن أبي العيش فاستراح بها أياما". وقال ابن خلدون: ان صندلا حاصر جراوة. فعلى روايته يكون الحسن غير خاضع للعبيديين يومئد. وعلى رواية البكري يكون خاضعا لهم. وهي أصوب.
ولما أفتتح ميسور فاسا حارب ابن ابي العافية وهزمه. وقفل الى القيروان. فعرج على ارشقول. وخرج اليه صاحبها ادريس ابن ابراهيم ملاطفا له بالتحف فاستراب به. وتقبض عليه واصطلم نعته. كذا في ابن خلدون. وفي البكري أن المتقبض عليه أخوه يحيى. قال ابن خلدون. وولي مكانه ابا العيش بن عيسى منهم.
والظاهر أن في العبارة حذفا وتحريفا. وصوبها: ولي مكانه الحسن ابن ابي العيش عيسى. وهذا الحسن هو صاحب جراوة. وقد كان يومئذ آخذا بدعوة العبيديين. فلعلهم أضافوا له أرشقول أيضا.
ولما عاد ميسور الى افريقية رجع موسى بن ابي العافية للإغارة