والإسماعيلية يسمون أيضا الباطنية لقولهم بالإمام الباطن يريدون المستور ولقولهم أن نصوص الشريعة رموز مراد بها بواطن لا يفهمها إلا الامام. وكان العبيديون من هؤلاء الاسماعيلية.
كان الاسماعيلية ينتخبون الدعاة الاكفاء يبثونهم في الاوطان لنشر مذهبهم. فارسلوا الى الغرب داعيتين هما: السفياني والحلواني وقالوا لهما ان بالمغرب أرض بور فاذهبا اليها واحرثاها حتى يجيء صاحب البذر. فنزل احدهما مرماجنة والاخر سوق حمار من ناحية قسنطينة. وبثا الاسماعيلية في الناس الى ان توفيا.
وخلفهما أبو عبد الله الحسين بن أحمد. قدم مع حاج كتامة:
موسى بن حريث كبير بني سكان ومسعود بن عيسى بن ملال المساكتي وغيرهما. فدخلوا به بلدهم سنة ٢٧٩ وتنازعوا عليه. كل يريد ان يكون معه. فقال لهم ان النص عندي من الهدي. بان منزلي بفج الاخيار، فاين يكون منكم؟ قالوا هو عند بني سليمان. وسلموا حكمه وظنوه اطلاعا على الغيب اذ لم يجر ذكر الوضع في طريقهم.
وهو عند البصير دليل على تدجيل الشيعة وخبرة أيمتهم باحوال البلدان وما نأى عنها عن قبضة السلطان.
أخذ أبو عبد الله في بث الرفاضية الاسماعيلية وذكر المهدي وقرب ظهوره وأن أولياءه مشتق اسمهم من الكتمان وانه يهاجر اليهم. وعرف بينهم بالعلم وبالشيعي وبالمشرقي.
ولما تمكنت دعوته انتقل من الجدال الى الجلاد. وأسس في ايكجان قرب سطيف الى ناحية قسنطينة مدينة سماها دار الهجرة.
وسمى اتباعه المؤمنين. وقاد الاجناد وفتح البلاد، ولحق به عبيد الله المهدي فظهر بسلجماسة وحبس بها، فلما تغلب ابو عبد الله على افريقية ذهب اليه وأتى به وسلم له الامر.
ثم أظلم الجو بين المهدي وداعيته ابي عبد الله وتمشت بينهما