للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما توفي ابوه جاءه سجل الحاكم بالولاية، ولقبه نصير الدولة، وكان شجاعا مقداما جوادا محسنا حليما، كان عمه يطوفت عامله على تاهرت، وعمه حماد على اشير، ثم ثار عليه وتحصن بمدينتة القلعة فحاصره بها، وتوفي أثناء ذلك بالمسيلة.

٥ - ثم ابنه المعز، بويع صبيا، ولقبه الحاكم شرف الدولة، وقامت جدته بتدبير الدولة حتى توفيت سنة ٤١١، وتركته قادرا على الادارة، واصيب بفتنة الهلاليين، فانتقل من المنصورية الى المهدية، وكان أجود أهل بيته ذا دين صحيح رقيق القلب عفيفا عن الدماء حديد الذهن عالما بالادب يقول الشعر عارفا بالالحان والتوقيعات وعلم الاحجار.

٦ - ثم ابنه تميم، كان أديبا شاعرا من نظراء ابن المعتز.

٧ - ثم ابنه يحي كان أديبا ايضا، ولكن لا يقرض الشعر الا في اوقات فراغه، وصرف همته لسياسة رعيتة وتدبير دولته، وغزا ساحل أروبا غزوات حتى لقبه النصارى "الجريء" وسالموه.

٨ - ثم ابنه علي بويع بعده، وانشدته الشعراء معزين ومهنئين، ومن ذلك قول ابن حمديس من ابيات:

ما اغمد السيف حتى جرد الذكر ... ولا اختفى قمر حتى بدا قمر

٩ - ثم ابنه الحسن هو خاتمة ملوكهم، نازله النرمان بالمهدية. فلما رأى ما يعجزه غادرها بما خف من نفائسه. وقال: "سلامة المسلمين من القتل والأسر خير لي من الملك والقصر". ونزل الجزائر تحت رعاية ابن عمه يحي صاحب بجاية الى أن ملكها عبد المؤمن بن علي. فصحبه واغراه بالمهدية. فلما نزل عليها ورأى حصانتها. قال للحسن: "ما الذي أخرج هذا المعقل من يدك؟ فقال له: أخرجه انقضاء الامد وعدم الثقة بأحد".

وكان الحسن أديبا فصيحا عالي الهمة حدبا طى الرعية. ولكن

<<  <  ج: ص:  >  >>