شجاعا شديد البأس حسن السياسة مولعا بالعمران. أسس اشير. وضرب بها سكة بني عبيد. وكلف ابنه باقين بتمصير مدن الجزائر ومليانة ولمدية.
٢ - ثم ابنه بلقين وهو انجب اخوته. ربي بدار المنصور مع ابنائه. وولي لابيه على مليانة لخضد شوكة زناتة. وكان من أفحل الملوك واعظمهم نعي اليه ابوه وهو باشير. فنهض لاخذ ثأره من زناتة. وشفى صدره منهم. وانتقل الى المنصورية لما استخلف على المغرب.
٣ - ثم ابنه منصور كان ولي عهده. ونعي اليه وهو باشير. فوفدت عليه الوفود معزين ومبايعين. فاحسن مقابلتهم. واجزل صلاتهم. وخطب فيهم قائلا:"ان ابي وجدي كانا يأخذان الناس بالقهر. وانا لا آخذ أحدا الا بالاحسان. ولا اشكر على هذا الملك الا الله تعالى. ولست ممن يولي بكتاب ويعزل." اهـ يعرض ببني عبيد وان لا يد لهم عليه في توليته. ولا قدرة لهم على عزله وكان يتردد بين اشير والمنصورية. جوادا عاقلا عادلا حازما صارما عفيفا عن الدماء رفيقا بالرعية. ونزع اليه سعيد بن خزرون فوصله بمال كثير. ثم قال له يوما:"هل تعرف أحدا أكرم مني؟ قال نعم! أنا أكرم منك. قال منصور: وكيف؟ قال له لأنك جدت علي بالمال وانا جدت عليك بنفسي. فاستعمله على طبنة. وعقد لاحد ابنائه على بنت سعيد. فليم على ذلك. فقال: كان ابي وجدي يستتبعان زناته بالسيف. اما أنا فمن رماني بسيف رميته بكيس حتى تكون مودته طبعا واختيهارا " اهـ. وكان اخواه حماد ويطوفت يتداولان عمل اشير، وعمه ابو البهار بتاهرت.
٤ - ثم ابنه باديس، جاءه سجل العزيز بولاية عهد ابيه سنة ٨١