والادارسة وبني عبيد وعمالهم علماء ادباء. وعواصمهم كانت قبلة آمال أهل العلم وكعبة طلابه. قربوا اليهم العلماء والشعراء. وانشأوا بيوت الحكمة وهي دور الكتب. وأقاموا بها الوراقين يؤدون وظيفة الطباعة اليوم. واقبل الناس رجالا ونساء على العلوم والآداب لتنشيط الحكومات على ذلك. وظهر فحول الفقهاء ونوابغ الادباء وحكماء الاطباء والمؤرخون والاخباريون والجغرافيون. وظهرت المؤلفات في العلوم الدينية واللسانية والطبيعية والصناعية والفلاحية.
ذكر المقري أن ابراهيم بن أحمد الشيباني البغدادي المتوفي بالقيروان سنة ٢٩٨ كتب للاغالبة. وكان أيام زيادة الله على بيت الحكمة. وادخل في افريقية رسائل المحدثين واشعارهم وطرائف أخبارهم. وله تآليف.
ومحمد بن يوسف من أهل القرن الرابع ينقل عنه البكري كثيرا. ذكر المقري أيضا انه ألف ديوانا ضخما في مسالك افريفية وممالكها وكتبا جمة في أخبار ملوكها وحروبهم والقائمين عليهم.
وألف تآليف حسانا في أخبار تيهرت ووهران وغيرهما.
وذكر ابن أبي اصيبعة أن اسحق بن عمران البغدادي كان طبيب زيادة الله بن الاغلب. وبه ظهر الطب والفلسفة بالمغرب، وله تآليف كثيرة. وعنه أخذ اسحق بن سليمان المصري الاسرائيلي.
وكان طبيب عبيد الله المهدي وله تآليف جمة. وأخذ عنه ابن الجزار صاحب التآليفه العديدة الذي ترك خمسة وعشرين قنطارا من كتب الطب وغيره.
وحياة الجزائر العلمية المتأثرة بما فيها وما حولها من العواصم يومئذ في حاجة الى تأليفه مستقل. ولم توف حتى اليوم حقها.
وكان الناس لانتشار العلم سلفيين اعتقادا وعملا لا يتقيدون بمذهب من المذاهب، قال محمد بن الحارث في طبقات علماء افريقية: