"كان يحي بن عمر الاندلسي يسأل عن الشيء فيجيب عنه، ثم يسأل عن ذلك عينه بعد زمن فلا يختلف جوابه، وكان غيره يختلف قوله، وهذا من يحي يدل على ركود النظر وقلة الاجالة للفكر والاقتصار على المقال المحفوظ" اهـ.
وقال ان سعيد بن محمد الحداد من أصحاب سحنون "كان مذهبه النظر والقياس والاجتهاد لا يتحلى بتقليد أحد من العلماء، ويقول انما أدخل كثيرا من الناس الى التقليد نقص العقول ودنا الهمم، وكان يقول القول بلا علة تعبد، والتعبد لا يكون الا من المعبود".
واصل هذا القول عندي آية {اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله".
وقد عرف أهل المغرب أولا مذهب ابي حنيفة، ثم ظهر مذهب مالك في القيروان والاندلس، ودخل الجزائر من هاتين الجهتين، وحمل عليه الناس المعز بن باديس، وقطع ما سواه من مذاهب السنية وغيرهم، هذا في الفروع أما في الاعتقادات فلم يزالوا سلفيين يرضون عن جميع الصحابة كما قال سعيد بن المسيب. وقد قيل له ما تقول في عثمان وطلحة والزبير: "أقول ما قولنيه الله عز وجل: {ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا}.
وكان الناس يقرأون بقراءة حمزة لا يعرف قراءة نافع الا الخواص الى ان جاءمم برواية ورش عن نافع محمد بن محمد بن خيرون الاندلسي نزيل القيروان المتوفي سنة ٣٥٦.
هذا خبر أهل السنة وهم أكثرية المغربيين، ويوجد بينهم الواصلية والخوارج والشيعة، أتى بمذهب الواصلية طائفة منهم زيد بن سنان الزناتي من أهل القرن الثاني. وكان منهم طوائف بنواحي تيهرت ومزاب والزاب.